الولايات المتحدة العربية!!

العرب لا خيار أمامهم لكي يتواصلوا ويتفاعلوا مع عصرهم , إلا بإيجاد صيغ للعمل المشترك فيما بينهم , وفقا لقوانين وضوابط تخدم مصالحهم أجمعين.

 

فما عاد هناك وقت للإنحباس في صناديق الأوطان , التي إنمحت في عالمنا الإفتراضي الجديد , العابر للحواجز والخنادق والبحار والمحيطات , ولجميع المصدات والعوازل وأسباب التباعد والإنقطاع.

العالم اليوم حالة إمتزاجية متدفقة بالنشاطات والمعطيات الأصيلة.

 

ولا بد للعرب أن يعودوا إلى بديهيات الصيرورة والتواصل والرقاء , فالإتحاد قوة , وفي محكم الكتاب آيات تشير إلى ذلك ومنها:

 

"ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" الأنفال 46

"واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" آل عمران 103

 

ومن الأحاديث:

 

"المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا"

و"المرء كبير بأخيه"

 

ومن أقوال علي بن أبي طالب:

"إنه لا غَناء في كثرة عددكم مع قلة إجتماع قلوبكم"

 

ويقول أحمد شوقي:

"نصحت ونحن مختلفون دارا

ولكن كلنا في الهمّ شرق

ويجمعنا إذا اختلفت بلادٌ

بيانٌ غير مختلفٍ ونطق"

 

ويقول معن بن زائدة:

"تأبى العِصيّ إذا اجتمعن تكسرا

وإذا افترقن تكسّرت آحادا"

 

ولمعروف الرصافي:

"خابَ قومٌ أتَوا وغى العيش عُزّلا

من سلاحَيْ تعاونٍ واتحادِ"

 

هذه بعض رؤى وأفكار عربية غائرة في أعماق الوعي العربي , ومُعبّر عنها بلسان قادته ومفكريه وشعرائه , وعلينا أن نرتقي إليها لكي نتحقق ونعيد للأمة هيبتها , وللتأريخ قيمته ودوره وتأثيره الحضاري الصحيح.

 

فهل ستتحول الويلات العربية المتحدة إلى ولايات عربية متحدة؟!!