تركيا تخطط لتدمير العراق

 


تركيا الناكرة للجميل، والتي لم تحم ظهر العراق، ولا مرة في حياتها. كانت أول من صفق لقرارات مجلس الأمن عندما فرض حصاره الظالم على الشعب العراقي، وتركيا كانت أول من استقبل الجيوش الجرارة المتحالفة ضد العراق، وتركيا أول دولة تفتح منافذها البحرية والجوية لقاصفات الأطلسي وسفنه الحربية، وتشترك معها في دك حصون المدن العراقية، وتركيا هي التي تقيم الآن (22) سداً من السدود الجبارة فوق دجلة والفرات لتمنع تدفق مياه الشرب نحو العراق من دون أن تعترض عليها الحكومة العراقية، وتركيا ترسل قواتها البرية والجوية لتصول وتجول كيفما تشاء في جبال العراق ووديانه بذريعة مطاردة فلول حزب العمال ولم يعترض عليها العراق ولا إقليم كردستان، وتركيا تفتح معسكراتها لداعش، وتفتح حدودها لداعش، وتوفر الغطاء الجوي لداعش، ولم يعترض عليها العراق، وتركيا تسمح لداعش بقتل الأتراك في قرية (آمرلي) التركمانية، وتركيا تسمح للأكراد بتهريب نفط العراق، ثم تشترك مع داعش في نهب ثرواتنا النفطية، وتركيا الآن أكبر الرابحين من السوق السوداء للنفط الذي تسرقه عصابات داعش من حقول الموصل.
تركيا تخطط لتدمير العراق بينما يصفق لها العراق، ويستقبل كبريات شركاتها، ويمنحها الأولوية في تنفيذ المشاريع الهندسية على أرضه وداخل مدنه، ويمد جسوره نحو مصانعها الإنتاجية ومراكزها التجارية وحقولها الزراعية، ويسمح لها بنشر قنصلياتها في الجنوب والشمال.
يقول شيخ خبراء النفط الأستاذ عصام الجلبي: أن كمية النفط المهرب من حقول الموصل كبيرة جداً، بحيث أصبح من المتعذر رصدها وحصر المتعاملين بهذه التجارة،
ويشدد الجلبي الذي يعمل مستشاراً دولياً للطاقة ويتخذ من العاصمة الأردنية عمان مقرا له في تصريحات خص بها الصحف العراقية: أنه لا توجد أرقام دقيقة حول ما تنهبه داعش من النفط. وأن النفط المهرب من سوريا والعراق لا يمكن أن يمر إلا عبر تركيا. وأن شركات نفط عالمية ضالعة في هذه العملية بسبب العوائد المالية الكبيرة التي تحققها، وانخفاض السعر الذي تشتري به هذا النفط المهرب. وأن تجارة النفط المهرب غير الشرعية تنتشر عند الشريط الحدودي الجنوبي لسوريا والعراق مع تركيا. وربما تستولي تركيا على نسبة كبيرة من النفط العراقي والسوري المهرب عبر حدودها وعبر موانئها من باب فرض الإتاوة على المهربين، أو من باب أخذ حصتها من بركات التهريب.
قبل بضعة أسابيع كنا نلاحق السفن التي تحمل النفط العراقي المهرب عبر ميناء جيهان، وكانت الناقلة (United Emblem) في طليعة الناقلات العملاقة، التي حملت النفط العراقي المهرب، فاكتشفنا أنها كانت تشق طريقها نحو جزيرة (مالطا)، وأنها أفرغت حمولتها في ناقلات أخرى ليعاد تصديرها إلى الموانئ الإسرائيلية.
تركيا الآن هي القواد الرسمي الذي غرق في مستنقعات الرذيلة، وبرع بإدارة شبكات الدعارة السياسية في عموم أقطار الشرق الأوسط، وتركيا الآن هي الوكر الماسوني الأعظم، الذي يضمر لنا الشر، ويضم أكبر أوكار الشبكات الإرهابية المتظاهرة بالدين والدين منها براء.