نصيحتي للسادة السياسيين في الحكومة العراقية

العالم كله وبالخصوص العالم العربي ودول الجوار تلاحظ وتتابع ماذا يحدث في العراق للفترة من 2003 ولحد الان كون ان العراق من الدول المهمة والمؤثرة في المنطقة لوضعه وحضارته ومكانته بين الدول ...

فعند سقوط النظام السابق واحتلال العراق من الولايات المتحدة الامريكية الكل ينتظر ويراقب ماذا يحدث ولكن الجميع لم يتوقعوا ماحدث كون ان اساس الدولة بعد السقوط كان خاطاءا وان القرارات والقوانين التي تلت السقوط كانت كلها ضد رغبات الشعب العراقي بل لخراب البلد والشعب المسكين ليس له خيار الا الموافقة عليها

واستبشرنا خيرا بالديمقراطية التي اهداها لنا اصدقائنا الامريكان ولكن كانت ديمقراطية منقوصة وليست ضمن المواصفات العالمية المطلوبة فبدأت الاخطاء تتوالى

نحن الان لا نريد ان نناقش ماذا حصل في الماضي وانما نريد التركيز على الحاضر والمستقبل

الحاضر يقول ان من اليوم اللذي استلمنا حكم بلدنا كعراقيين الى حد هذه اللحظة البلد في دوامة من التجاذبات السياسية الكبيرة لا نعرف منبعها ولا احد يعرف منبعا كون ان السياسيين غريباء عن هذا المجال واول مرة يتسنموا مناصب كبير جدا كهذا فدارت عليهم الدوائر ولم يتمكنوا من حل اي ازمة او اشكال مرة به ولحد الان نحن نعاني من نفس المشاكل التي بدأنا فيها عملهم ولا حل في الافق

كان على الحكومة ان يضع الحلول والاجوبة لجميع التساؤلات المطروحة امامهم وسماع المعارضين لهم جيدا جدا لا اعطائهم ظهرهم والذهب بعيدا عن المشاكل كان عليهم ان يدخلوا المشاكل ويناقشوها واحدة تلي الاخرى ويهتموا بحلها

كنا قد نوهنا في مقالات سابقة بان الحكومة العراقية مشغول جدا وقد خصصت من وقتها 95 % في خلق او حل الازمات السياسية ولم يكونوا مشغولين بباقي ال 5 % الاخرى بالاعمار وبناء الخدمات فقط صبوا نار غضبهم على المعارضين للحكومة واللذين هم بحقيقة الحال موجههم لا اعدائه ( اذا كانوا يفهموا الديمقراطية الحقة )

واليوم ماذا جنينا :

* نفس معارضين نالوا من ما وضعهم في زاوية ضيقة لم يتمكنوا من حل مشاكلهم لكثرتها

* فقدان هيبة الدولة وكرامتها فبدأ ارذال القوم يتكلمون الباطل ويسبون الحكومة وكل سياسي على وجه العراق والحكومة لا تحرك ساكن وتسمع وتبلع

* بود اغلبية العراقيين ان يحرقوا جميع ما موجود من سياسيين ورميهم بمزابل التاريخ لعدم         فائدتهم وعدم اكتراثم بالعمل وبناء البلد بقدر اهتمامهم كيف يرشح وكيف يفوز بمقعده مرة    اخرى ليتمتع بمكاسب المنصب

* لا اعمار ولا بناء ولا خدمات وتفشي البطالة مما يشجع الارهاب

* بروز ظاهرة التطرف الطائفي بشكل واضح وصريح امام وسائل الاعلام والناس

* بروز ظاهرة الامية وترك التعليم واللجوء الى الاعمال الحرة

* بروز ظواهر التحايل والتسول والاعتدائات وفساد المجتمع

* ظهور عمليات الغدر والاغتيالات بكواتم الصوت وعبوات الاسقاه 

* بروز ظاهرة التدين المتطرف والاختفاء وراء الدين والمذهب

* كثرة المناسبات الدينية التي من خلالها يتعطل عمل دوائر الدولة تماما وتوقف اعمال ومعاملات ابناء الشعب

* علاقات دولة العراق مع الدول العربية والعالمية ضعيفة جدا وبلا كرامة ولاهيبة لا للمواطن العراقي ولا للمسؤول العراقي

* خروقات امنية وتفجيرات بالعشرات يوميا لجميع مناطق العراق بلا استثناء

والقائمة طويلة لايمكن احصائها والان نقولها كلمة واحدة لا غيرها

دعو الشعب يختار طريقة ولا يريد قيادكم فان قيادتكم اثبتت فشلها ولو كان الشعب يعلم انكم هكذا ما انتخبكم واعطاكم صوته وسوف تشعرون بهذا الفشل في الانتخابات القادمة ان شاء الله حينها تحسون ما هي قيمتكم عند شعبكم