المالكي... لا ارحمك ولا اخلي رحمة الله تجيك |
عدنا اليوم من دعوة ( وليمه ) اقامها احد الاصدقاء في البصره على شرف عوده ابنه سالم غانم من ارض المهجر، بعد خمس سنوات قضاها في غياهب الضياع والتشرد في كمبات اللجوء في المملكه الهولنديه المنخفضه اعلى الله مقامها، كنا نتساءل سابقا عما يدفع الشاب العراقي العزيز صاحب الكرامه والغيره ... كيف يرتضي لنفسه ان يرمى في كرفانات اللجوء يستعطف المنظمات الدوليه راتب يسد به رمق يومه الكئيب في مدن الموت البارده، بعيد عن كل لمسه حنان اخويه وابويه تركها ورائه، لا اعلم ولن اصل لتلك المرحله من الحس والفهم عن ما يدفعه لترك بلده مهرولا وراء سراب النجاح في خارج العراق، وتحمل الحزن والبعد عن الاحباب، لكن اليوم بالتاكيد كلنا يملك اطنانا من المبررات تدفعنا باتجاه الهروب من واقع الحياه في العراق، ومن الاختناق الذي صنعه القدر لنا، استغفر الله الذي صنعته ايادي دوله القانون لنا.
الحديث مع ابن صديقي كان مؤلما حقا، وترك في نفسي شيا من الحزن، عشت مع كلماته الم غربه وشعرت بحاجتي لكلماتي المقفل عليها في خزائن صمتي، لا تحسب ايها القارئ ان الغربه سهله، فتعابير هذا الشاب الذي قص باقتضاب هموم سنين سوداء قضاها في الاراضي المنخفضه تشيب العقل، وتدفع لتجميع كل سوائل الدنيا وبصقها بوجه ساسه العار المتسلطين على رقابنا.
لا ارحمك ولا اخلي رحمة الله تجيك، هكذا انهى الشاب فصل حكايته، درس واتقن لغه قوم، وعمل وانتج في ميدانه، دفع ضرائبه ولم يخالف القانون، كان مثالا حسنا للمهاجر العراقي الجنوبي الطيب المحب، لكنه وفي ليله وضحاها اقصي من عمله وسحبت اوراقه، وتم جره لسجن انفرادي لا لكونه مجرم اوم سفاح او لص، بل لانه عراقي، وان حكومه بلاده وبسبب تحسن الامن، طالبت به بل ساومت الدوله المضيفه بمشاريع واغراءات الشهرستاني النفطيه، على ارجاعه مكبلا الى بلده الذي رفضه.
غريبه هي الدنيا، كيف يصل الحال بساستنا الى هذه الدرجه من الخسه والنذاله، كيف ومن يغالطون، وعلى من يضحكون، نوري المالكي يوقع اتفاقيات مع دول الغرب على ارجاع العراقيين قسرا، السفاره العراقيه تنفي هذا، الوثائق تثبت هذا، نوري المالكي يدافع عن كرامه العراقي في الاعلام، وينكحه في السر، معادلات غريبه وزمن مجنون، الى من يلجأ المظلوم بعد ان اغلقت حتى المنافي بوجهه، الى السيستاني المقفل على نفسه في سراديب المشراك، او الى خضير الخزاعي المتخم بعفونه سنوات الجهاد، ام الى اسراء .
لما تطاردون الشباب بعد ان هربوا منكم، ولما تساومون الدول على ارجاعهم، لقد سأموا من (جهركم العفنه) التي تملأ العراق، اتركوهم يطاردون احلامهم، علهم يرتاحون قليلا مما سببتموه لهم من تخلف وجهل جيناتكم.
اصبر ايها الشباب ولاتحزن، ابدأ من جديد، وحاول ان تتناسى المك الان، فنحن نحتاجه عندما يسقط المالكي وعصابته بين ايدينا، وسنعوض لك سنوات الغربه، ونعيد لك ما فقدته، وتحيه لك من كل اهلك واهلا بك في بلدك العراق، عراق الحسين ، عراق الشرف والكرامه، لا عراق اسراء والشهرستاني. |