زكاة المنصب لرئيس الكتلة

الزكاة من التزكية وهي ضريبة مال تستقطع من الميسور والمتمكن في جميع الأديان وبأشكال مختلفة لينتفع بها الفقراء والمحتاجين ولكل دين او مذهب قواعد واساليب مشرعة لذلك. اما في الأسلام الحنيف فأن انواع الزكاة هي زكاة الفطروصدقة التطوع وهناك زكاة الواجبة في الذمة والزكاة الواجبة في الأموال وتكاد تكون المذاهب الأسلامية على اختلاف فروعها تتفق في الكثير من المفردات والحيثيات المتعلقة بموضوع الزكاة لكن ما اعرفه وعرفته ويعرفه الكثير من الناس غيري ان هناك زكاة اخرى من نوع آخر وشكل مختلف لم تكن يوما بالحسبان ولم يأتي ذكرها في كتب التأريخ او فلسلفة الميزان.. هذه الزكاة توجب على اصحاب الدرجات الخاصة من درجة مدير عام صعودا اللى درجة وزير مرورا باعضاء مجلس النواب واعضاء المجالس في المحافظات تستقطع بنسب متفق عليها مسبقا تدفع لولي النعمة المباشر رئيس الكتلة او رئيس الحزب الذي يكون سببا للوصول الى المنصب. فمنذ ان حلّت علينا نعمة التغيير الذي لا يشبه التغيير وبحبوحة الديمقراطية العراقية التي لا تشبه الديمقراطية, الفريدة من نوعها ولونها وطعمها صار لزوما على من يطمح او يحلم او يتمنى ان يكون نائبا في مجلس النواب العراقي او مجلس المحافظة او الترشيح لمنصب وظيفي معيّن عليه ان يرشح نفسه للإنتخابات المحلية او البرلمانية. هنا لابد له ان يكون منضويا تحت لواء كتلة معينة او حزب معين ولا بد له ان يعاهد رئيس تلك الكتلة او ذلك الحزب بالحب والوفاء والتضحية بكل شيء بما فيه نسبة من الراتب الذي سيحصل عليه فيما لو وصل الى مجلس النواب او حصل على منصب عال. اكثر من صديق اكد لي انه يتم توثيق ذلك التعهد بأساليب عدة قد تصل الى درجة امضاء الكمبيالة التي تلزم صاحبها امام القضاء بالتسديد المالي والا يتعرض للمسائلة القانونية.. من هنا يتضح ما هو واضح جدا ويعرف ما هو معروف عند الجميع ان الهدف الوحيد والغاية الأساس من السعي الى الوصول الى البرلمان او المنصب هو النفع المادي وملأ الجيب وتكوين الرصيد والوصول الى التخمة وليس ما يشاع او يقال او يعلن من برنامج انتخابي او خدمة المكون او الدفاع عن مظلوم او مصلحة وطن.. بقي ان اقول ان الفرق بين الزكاة التي فرضت في الدين الأسلامي والزكاة التي يفرضها رئيس الكتلة او الحزب ان الأولى زكاة تمثل عبودية للرب وطهارة للنفس واحسان الى الخلق وزيادة في الأجر وشكرا لله اما الثانية فهي عبودية وخنوع لرئيس الكتلة وفجورا للنفس الأمارة بالسوء واساءة وغش الى الخلق وزيادة في الأثم ومعصية للرب .