منذ ان تأسست دولة العراق في عام 1921 ظهرت حكومات تهتم فقط بحاشيتها ومؤيدوها , يلتف المداحون ووعاظ السلاطين حول الملك او الرئيس , حتى ان الملك او رئيس الجمهورية لايرى غيرهم او ربما يكونون حائطا بينه وبين الشعب
جاء الملك ووهب الاراضي الشاسعة للعوائل الاستقراطية ولشيوخ العشائر واصبحوا من مؤيدي الملك وقبله فعل البريطانيون وقبلهم العثمانيون, بحيث اصبحت هذه العوائل تملك اراضي شاسعة في بغداد وبعض المحافظات الكبيرة والمهمة , وهؤلاء لايتميزون عن باقي العراقيين الا لانهم يملكون المال والرجال
جاء حزب البعث ووزع الاراضي والهدايا الى مؤيدي حزبه , طبعا بالاضافة الى فسح المجال لهم في العمل التجاري المدعوم من قبل الرئيس وعائلته
جاء الدعوجية والاخوان المسلمين ففعلوا اضعاف مافعله الملك وحزب البعث .
والملاحظ ان بعض احفاد هؤلاء الاستقراطين يتواجدون في كل المراحل السياسية لانهم يعرفون قوانين اللعبة
هذه الاحزاب القومية والدينية لاتنظر لعموم الشعب بل تنظر الى فئة خاصة فئة يطلقون عليها الشباب اليوم بـ ( الملطلطة ) هذه الفئة خليط مابين ( المثقف النص ردن والسارق المحترف واللوكي المتمرس ) , ان الكثير من البعثين الذين لم يوافقوا على سياسة صدام وانسحبوا بهدوء نالهم مانال العراقي الفقير الذي لم يبيع ضميره وقلمه , كذلك الدعوجية واخوان المسلمين الكثير الكثير منهم الذين لم تروق لهم سياسة هؤلاء الدعوجية والاخونجية , اليوم يعانون من الفقر والمرض والكآبة
تلاحظون اني قد تجاوزت مرحلة حكم عبدالكريم قاسم ولم اذكرها لانها كانت منصفة للفقراء والشعب . لغاية اليوم لم نسمع عن مسؤول استلم مهامه في عهد عبدالكريم كان فاسدا ماعدا اللذين خانوه وانقلبوا عليه , اننا لم نسمع ان عبدالكريم قاسم قد وهب لاقاربه او اصدقائه ومؤيدوه مالا او قطعة ارض , ولم نسمع انه قد اشترى ارضا او دارا له في مكان متميز بل العكس تماما لان زمنه كان زمن المبادئ , لذلك هو ومن سانده خارج هذه المعادلة التي يتحدث عنها الموضوع
المقصود من كلامنا , ان من يريد ان يحصل على هبة السلطان عليه ان يكون ( ملطلط ) لانه زمن اللطلطه.