الوهابية ... الارهاب والنفط 6 |
كتب اسماعيل مصبح الوائلي: السعودية دعمت تسلل الارهابيين للعراق عبر فتح الحدود ان الجيل السعودي الجديد الذي تعلم ودرس في اوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وليس في المدارس القرآنية، استطاع أن يحتكر المناصب ذات الاهمية في الدولة على الرغم من الفجوة الكبيرة بين انماط الحياة الغربية وطبيعة النظام الملكي السعودي. لقد كبر تقرب السعودية من الولايات المتحدة الامريكية بعد الاطاحة بشاه ايران في سنة 1979، خصوصا وان تسليم السلطة للشيعة كان بمثابة خطر يهدد السعودية والولايات المتحدة الامريكية معا. وكما ذكرنا سالفا، انه بعد وفاة الملك خالد في عام 1982، تولي الحكم أخوه فهد، المهندس الحقيقي لتحديث المملكة العربية السعودية. وقبل ذلك بعام، فهد نفسه عزز خطة السلام في الشرق الأوسط، وذلك بدعم من عدد من الدول العربية، ومنظمة التحرير الفلسطينية ، و اقترح إنشاء دولة فلسطينية تكون القدس عاصمة لها، وانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة وتفكيك المستوطنات اليهودية التي أنشئت منذ عام 1967. و على الرغم من أن الولايات المتحدة الامريكية تدعم دعما كاملا اسرائيل فان الملك فهد كان الحليف الاقليمي الاكبر لواشنطن في المنطقة، ولعل أكبر دليل على نوع هذه العلاقة هو بناء قواعد بحرية في مدينة الجبيل الصناعية ومدينة جدة لان الاستثمارات والودائع المصرفية في المملكة مرتبطة ترابطا تاما بأداء الاقتصاد الأمريكي، في رقصة غريبة للمصالح التي تتلاقى في اللوبي اليهودي خلال الحرب بين إيران والعراق (1980-1990)، قامت المملكة العربية السعودية تقدم دعمها المالي للعراق، ليس حبا في العراق وانما خوفا من توسع الثورة الاسلامية في ايران لتمتد الى الخليج. لقد غير فهد لقبه من "الملك" الى "خادم الحرمين الشريفين"، ولكن ذلك لم يستطع تهدئة موجة الاحتجاجات التي خاضها الحجاج في مكة، معبرين عن غضبهم على التحالف بين الرياض وواشنطن، والمتاجرة بالمقدسات، وعلى ان مراكز التسوق، والطرق السريعة وغيرها ترمز للثقافة الغربية. في سنة 1987 خرجت النساء وضحايا الحرب الإيرانية في مظاهرات واسعة النطاق في مكة لكنها قمعت ، وقتل خلالها المئات من الحجاج على يد الشرطة السعودية، وردا على ذلك هوجمت وأحرقت سفارات المملكة العربية السعودية والكويت في طهران، الى ان أصبحت العلاقات بين البلدين متوترة للغاية وغير طبيعية حتى عام 2000، عندما وقعت معاهدة للتعاون الاقتصادي. في مارس 1992، أصدر فهد سلسلة من المراسيم من أجل تحقيق اللامركزية في السلطة السياسية ، هذا التشريع كان يضم 83فصل، وسمي ما بـ "النظام الأساسي للحكم" الى جانب مراسيم اخرى معمول بها كمجلس الشورى، المسائل سياسة والشرطة الدينية، التي تتمثل مهمتها في ضمان التمسك بالعادات الإسلامية. عداء بعض السكان إلى الولايات المتحدة المتزايد وصل إلى نقطة حرجة دفع ال الهجوم على قاعدة عسكرية أمريكية في ميناء مدينة الخبر ، في يونيو 1996، والذي ترك 19 قتيلا في صفوف الجنود.. ولأسباب صحية، نقل فهد السلطة الى شقيقه عبد الله بن عبد العزيز آل سعود سنة 1996 ، وفي سبتمبر 2002، اقترح الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، أن المملكة العربية السعودية سوف تسمح باستخدام أراضيها لعملية عسكرية محتملة ضد العراق إلا إذا كان هذا الإجراء مدعوما بقرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة . وفي أكتوبر الحدود بين المملكة العربية السعودية والعراق فتحت رسميا للمرة الأولى منذ غزو الكويت في عام 1990 لقد كان الغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003 ذو عواقب وخيمة على التوازن في جميع أنحاء منطقة الخليج الفارسي وساعد على مضاعفة التفجيرات الانتحارية في العراق وأيضا في المملكة العربية السعودية، ومنذ تلك اللحظة أصبحت المملكة العربية السعودية نفسها عرضة للإرهاب حيث انه في وهكذا، مايو 2003، تم تفجير عدة سيارات ملغومة تركت العديد من القتلى في منطقة سكنية في الرياض. في حين تم تسجيل هجوم آخر في نوفمبر تشرين الثاني، وترك17 قتيلا، وهكذا استمرت أعمال العنف الإرهابية حتى عام 2004، وفي ابريل نيسان عندما سجل أول هجوم على مبنى الحكومة السعودية عندما انفجرت سيارة ملغومة خارج مقر وكالة جهاز الأمن العام للمملكة. وبعد شهر كان هناك اشتباك بين قوات المعتدين الإرهابيين ومسؤولون سعوديون في مدينة ميناء ينبع التجاري. في أغسطس 2004، أعلن أن المملكة العربية السعودية ستعقد الانتخابات البلدية في أوائل نوفمبر تشرين الثاني قيل أنها ستكون الخطوة الأولى نحو تحقيق الديمقراطية في البلاد، على الرغم من انها كانت تنص على الحد الأدنى لسن التصويت، ومنع النساء من حقهم في الانتخاب، وفي الوقت نفسه، فإن هجوم على القنصلية الأمريكية في جدة، غرب البلاد، ترك ما لا يقل عن سبعة أشخاص، بينهم أربعة من حراس سعوديين كانوا يحرسون السفارة. وفي يناير 2005، سجل انفجار سيارة ملغومة في وزارة الداخلية في الرياض، نسب الى تنظيم القاعدة. في أوائل أغسطس سنة 2005، توفي الملك فهد بن عبد العزيز بعد عشر سنوات من المرض، وأدى اليمين الدستورية الأمير عبد الله، الذي كان يتصرف كوصي خلال تلك الفترة، ليصبح الملك الجديد ورئيس الوزراء وولي العهد وزير الدفاع المعين. العاهل الجديد يواجه بلد ينمو بشكل غير متوقع التهديد وسط انفاق لا يطاق على الاسرة الحاكمة وهكذا، بعد 12 عاما من المفاوضات، سوف تنضم السعودية إلى منظمة التجارة العالمية. من بين الاشياء التي وجبت الاشارة اليها هو السفير الأمريكي السابق لدى العراق، زلماي خليل زاد، قال في يوليو 2007 في عموده في صحيفة نيويورك تايمز أن "المملكة العربية السعودية أثناء غزو العراق لم تفعل شيئا لمساعدة البلاد بل انها كانت تقوض كل الجهود المبذولة لتسجيل تقدم في الحالة المعقدة لذلك البلد، وأضاف أن الرياض كانت تدعم المقاتلين السنة والانتحاريين، عبر فتح حدوها للولوج الى العراق وقتل الابرياء. |