هزائم داعش تمحو السطور

العسكريون ببنادقهم يعيدون رسم الخرائط السياسية ، في يومين جلس اهالي شهداء مجزرة سبايكر على كراسي النواب ، وغطى هدير الاحاديات في جبهات القتال على زعيق الساسة في غرف الاجتماعات ، متطوعون اسكتوا الساسة وغاضبون اسكتوا النواب ، الشعب في الواجهة ، المتطوعون الذين يحررون المدن يجب ان لا يجدوا انفسهم مجبرين على ان يستديروا نحو بغداد لتحطيم طاولات القمار السياسي ، على تلك الطاولة استخدم بعض اللاعبين (انتصارات) داعش ليحولها الى مكاسب وزارية فتقدم بمطالب هي اكبر من حجمه السكاني واكبر من استحقاقه الانتخابي ، الضربة في آمرلي دمرت بنودا من ورقة المطالب قبل ان تدمر مواقع عصابات داعش في المنطقة ، والضربة المقبلة في تكريت او بيجي او جرف الصخر او اي مكان ستؤدي الى هروب بنود أخرى من الورقة ، لذا من الطبيعي ان ينشأ سباق مشوق بين الهمرات المتجهة الى قواطع العمليات وبين مفاوضات اقتسام كعكة بغداد التي تحولت الى زقنبوت في افواه بعض اللاعبين ، وكلما هربت مجموعة من داعش تاركة مواقعها هرب من ورقة المطالب في بغداد سطر جديد ، من الافضل ان تطول مفاوضات تشكيل الحكومة وترك المجال للجيش وفصائل المقاومة يواصلون زحفهم لتحرير المدن ، سترون كيف تهرب سطور وتتراجع سطور اخرى الى قعر القائمة وسطور ثالثة تفقد كثيرا من كلماتها المتشنجة وتستبدلها بكلمات انعم من الدخن . لا يستطيعون من بغداد ايقاف الانتصارات ، ولا تستطيع بعد اليوم الف هند من بنات طارق ايقاف موجة بهائم ابي سفيان الهاربين بالاتجاه المعاكس ، أمام هذا المشهد الـ hd الذي يعرض بلقطات zoom in و close up لم تجد قنوات ومواقع داعش وسيلة لتشويه الانتصارات سوى القول بأن مناطق (السنة) التي يتركها الداعشيون الهاربون ستقع تحت رحمة (المليشيات الشيعية) ! وهم يعلمون ان هؤلاء الاحرار الشرفاء المحررين يعتقدون بكل صدق وعلى اساس ثقافتهم الحسينية ان اهالي هذه المناطق هم شعبهم واهلوهم ، وهم المضاد الحضاري والديني والعشائري لخساسة ونذالة اؤلئك البهائم الذين تعيش معهم مئة سنة ولكنهم في اول لحظة ضعف يهاجمونك كالوحوش ليسفكوا الدماء وينتهكوا الاعراض ويسلبوا الاموال ، في المناطق المحررة لا يستوي الحاضنون والابرياء ، وفي بغداد لايستوي على الطاولات الاصلاء والادعياء .