الاخبار الاولية عن طبيعة الحكومة الجديدة تحمل المؤشرات الآتية : 1- يبدو ان هناك عملية تكرار للوجوه السابقة ، ابطال المسلسل لم يمت منهم احد ، ينتقلون من كرسي الى كرسي ومن لقب الى لقب ضمن دائرة مغلقة كدائرة رقصة (الجوبي) وكأن هذا البلد ليس فيه سوى هؤلاء اللاعبين الاشاوس مع ان بعضهم مرتبط بملفات متنوعة كأن تكون شخصيات فاسدة او مشاركة في الفساد ، شخصيات فاشلة او ساكتة على الفشل ، شخصيات مقربة من دول كبيرة او صغيرة تتدخل في شؤون العراق ، شخصيات مشمولة بالمسائلة والعدالة ، شخصيات مطلوبة للقانون بدعاوى جنائية او ارهابية ، شخصيات غير متخصصة في مجالها . هذا الثبات الزعامي يعيق التداول الديمقراطي للسلطة ويوقف ديناميكية التغيير التي نادت بها المرجعية الموقرة وساندها الشعب في الانتخابات وتحولت الى شعار انتخابي لافت لبعض الكتل المحترمة . 2- هل تمت التشكيلة الجديدة بمراعاة الاستحقاق الانتخابي او الدستوري او قواعد بناء الفريق القوي المنسجم ذي الرؤية الموحدة ، وتشكيل حكومة المواطن وليس حكومة المسؤول ، حكومة الخدمة وليس حكومة الاستخدام . 3- ألم تفشل خطة ترشيق الحكومة وابقاء القاعدة السابقة في استرضاء الشركاء والتوازن الوزاري على حساب دور الحكومة في حياة الشعب . 4- الشخصيات الدائمية سابقا لم تكن لديها خطط سنوية للوزارات او برنامج كلي للحكومة قصير المدى لمدة سنة وبعيد المدى لدورة رباعية على ضوئها تحدد الاعمال وسقوفها الزمنية وموازناتها واولوياتها وخطة التنمية الشاملة ، فهل يمكن مع بقاء الوجوه السابقة النهوض بعمل تنفيذي مبرمج بدقة . 5- الحكومة السابقة كانت تشكو من تدهور علاقتها بمجلس النواب والتعامل بين الاثنين كمتنافسين يلغي احدهما الآخر فهل ستتحسن تلك العلاقة وتنتقل من التنافس الى التكامل والتعاون مع بقاء بعض فرسان تلك المعركة في الساحة؟ 6- رئيس الوزراء المكلف الدكتور حيدر العبادي رفع شعار مكافحة الفساد ، والمعروف ان الحرب على الفساد اصعب من الحرب على داعش ، وفك الحصار الافسادي على الدولة العراقية أصعب بكثير من فك الحصار عن آمرلي . فهل يمكن شن هذه الحرب وحواضن الفساد متغلغلة في بنية الدولة ، هل يمكن شن الحرب على الفساد مالم يحفر العبادي خنادقه ويرسل استطلاعه ويهيء دروعه ومدفعيته وطيرانه ويحدد ساعة الصفر ويغتسل غسل الشهادة ؟
|