أيها المالكي أنت تثير شفقتنا أما حان أوان غيابك عن أنظارنا ؟!

 

في السنوات الماضية كنا غاضبين وناقمين على المالكي لاستسخافه المفرط بالدم والمال العراقيين ، ولكن خاصة استسخافه بالدم العراقي البريء الذي نزف متدفقا ، أنهارا وروافد و شلالات ، تحت عهديه المشؤومين والمثقلين بالفشل والخيبة والهزيمة وبالفجائع بالخرائب المتزايدة والمتكاثرة يوما بعد يوم ، وحيث فعل ذلك بكل استسخاف ومجانية عجيبة و غريبة ، وبنفس حماقة وتهور و طيش وعناد صدام ، من جراء مداهنته مع قوى الإرهاب وحواضنه المعروفة و إحاطة نفسه بالفاسدين ، وتسامحه المفرط مع مظاهر الفساد من سارقي ولصوص المال العام ، و أن كان أغلب الضحايا في عهديه من أبناء جلدته المتاجر بدمائهم الرخيصة من أجل المنصب و الجاه وبريق الأضواء ..
، غير إننا بدأنا في الأونة الأخيرة ، و كذلك الآن أيضا ، بدأنا نشفق عليه ، وبإزدراء في في أحايين أخرى ، لكثرة ظهوره الإعلامي الممل بظله الثقيل ، وبجعجعة تصريحاته الدونكخيوتية الفارغة ، التي أخذت تثير الضجر الاستهجان أكثر من القبول أو الإقناع ..
دون أن نعلم ما الذي يريد أن يقوله أو يصل إليه بعد الآن ...
سيما بعد خراب البصرة ــ أي بعد خراب العراق المطلق الذي كبا في عهديه وتقوّض ، وتشرد شعبه هجرة و نزوحا بالملايين أعدادا و أسرا وعائلات متفرقة ومتشرذمة ، وهي تعيش الآن في أقسى ظروف الهجرة و النزوح ، مشقة ، ومعاناة ، وحرمانا من أبسط مستلزمات و ضرورات الحياة الأساسية والمهمة ..
ناهيك عن أنه في عهده الثاني المظلم و المقيت والمثقل بكل أنواع المصائب و الكوارث الوطنية ، فقدت دولة العراق ـــ لأول مرة و منذ تأسيسها ـــ سيادتها الفعلية وهيبتها الأصلية و حضورها الرسمي على أراض شاسعة وواسعة من مدن ومحافظات وبلدات و قرى أمام رهط و شرذمة منحطة ودخيلة على عصرنا الراهن من بدائيي سكنة كهوف مقمّلين من قاطعي الرؤوس الدواعش..
ومع ذلك ، و فوق كل ذلك ، وبدون أي خجل أو إحراج أم وجل ، يخرج علينا مطلا هذا المالكي الفاشل والمهزوم و المنبوذ محليا و عالميا ، و بشكل شبه يومي أو أسبوعي ليجعجع للمواطن العراقي المتألم ، و الحزين ، والمعاني ، والقلِق ، الذي لا يعلم في أية لحظة سيُقتل بسبب فقدان الأمن و الأمان ، والمحروم من أبسط الخدمات المتوفرة حتى في أفقر دولة أفريقية ، وهو ــ أي المالكي ــ لا يني يجعجع و يجعجع و يجعجع يوما بعد يوم بترهات و سخافات فارغة و مملة ومضجرة فعلا..
و كأنه يريد بذلك أن يذكّرهم بفشله و بالمصائب الكثيرة التي جلبها على رؤوسهم !..
فشخص أخر مثله مجلل بعار الفشل و الهزيمة سيسعى إلى الاختفاء عن الأنظار و الركون إلى زاوية النسيان ..
لكنه يصّر على الحضور و الظهور ليجعجع بكل سرور و حبور !!..
ناسيا أو متناسيا تلك الحكمة الرائعة والبليغة القائلة :
ـــ " رَحِمَ الله إمرءٍ عرف قدر نفسه " ووقف عنده ..
مجرد تنوية ذات دلالة :
لقد تغيب السيد نوري المالكي عن الحضور الى جلسة الأمس الاستثنائية في مجلس النواب والتي ناقشت ملابسات وقوع مجزرة سبايكر..
تصوروا ! ..
مجزرة رهيبة بهذا الحجم و الضخامة والبشاعة والفظاعة يرفض المالكي الحضور إليها و المساهمة في كشف ملابسات وقوعها و معرفة حقيقة المتسببين و المشتركين فيها !..
مع العلم إنه هو المسئول الأول بصفته قائدا عاما للقوات المسلحة وبالتالي فهو معني بهذا الأمر الجلل ، أكثر من أي واحد أخر !..
فهل يوجد استسخاف أكثر من هذا الاستسخاف الفاضح بدماء الضحايا المغدورين و الغلابة المخدوعين ؟!..