وانا اتابع ملف تشكيل الحكومة والمهمة العسيرة والصعبة التي يقودها الدكتور حيدر العبادي من اجل التوافق على تشكيل حكومة قوية مهنية نظيفة وعندما اقول نظيفة انما اقصد ما اقول لأن الفساد والارهاب عشعش في عقول البعض ولا يكاد يفارقه حيث تذكرت كتاب مدن الملح للكاتب عبد الرحمن منيف الذي يحدد فيه الطريقة والاسلوب لحكام الخليج العربي ولابد ان هذا التاريخ يحاول الالتفاف على نفسه حين تدور عجلة الزمن والسياسة معا فأصبح لحكام مدن الملح هذه شأنا سياسيا تعلموه بطريقة المخاتلة والخداع والتدخل في شؤون الاخرين كما تدخلوا في شؤونهم وهم يجوبون عواصم بلاد الغرب حيث يناموا وحيث يتمتعوا مع الغواني .
وربما المزاجية التي اعتلت عددا كبيرا منهم في طريقة الانصياع للغير قد استئنسوا بها ويريدون تطبيقها على الاخرين من اخوانهم العرب من خلال التدخل بشؤونهم الداخلية ومن اعتاد على شيء تعود على ان يكون امرا طبيعيا ايضا يقبل به الغير من محيطهم الاقليمي .
يحاول حكام مدن الملح الحاليين ان يقوموا اليوم بدور خبيث من اجل التدخل بالشأن العراقي وجعله العوبة بأيديهم وذلك من خلال بعض المكونات والوجوه التي سمحت لنفسها بذلك وتجعل من العراق هذا البلد العظيم مساحة مرور لبعض مخططاتهم السيئة طيلة السنوات الماضية منذ ان سقط نظام البعث المقبور وحتى يومنا هذا وهنا اقصد على الاقل دولتي السعودية وقطر وربما تلحق بهما دولة الامارات العربية المتحدة في اللعب مع بعض الوجه السياسية العراقية التي نأسف انها كانت ممرا لهم للعبث بسيادة العراق من خلال محاولات حكام ومخابرات مدن الملح في ارسال الارهابيين الينا وزرع التنظيمات البربرية والهمجية في حدود دولنا ومنطقتنا العربية كما ادخلوا داعش ومجرميها على مدننا بالتواطؤ مع بعض خدامهم في تلك المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش الاجرامي ويريدون اليوم ان يكملوا مخططاتهم بتدمير التشكيلة الوزارية للسنوات القادمة من خلال فرض الشروط التي وصلت من عمان مرسومة كاملة الى منفذي سياساتهم في بغداد فهم يضغطون من الخارج بسيوفهم الدواعش الذين جهزوهم وارسلوهم الينا ومن الداخل نجد ان البعض من السياسيين يضغطون باتجاه فرض الشروط والتي بعضها وقح جدا وتطاول على ضحايا البعث ليطلبوا رفع الحضر عن هذا الحزب القذر واطلاق سراح المجرمين وجثث ضحاياهم لا زالت تأن ليل نهار لقتلهم ظلما، فلا يمكن ان يكون حكام مدن الملح هم الذين يمسكون خيوط اللعبة في العراق .
|