العشرات من الأسر الساكنة في حي البياع ومنطقة الوشاش بجانب الكرخ ، طالبت الأجهزة الأمنية بحمايتها وإنقاذها من التهجير ، بعد تلقيها رسائل تهديد مباشرة بضرورة الرحيل وخلال يومين من تاريخ التبليغ. عودة مظاهر الاحتقان الطائفي تتطلب إجراءات أمنية فورية تبدد المخاوف ، ولاسيما ان جميع أحياء بغداد محاطة بجدران كونكريتية وتنتشر فيها السيطرات الثابتة والمتنقلة ولا تسمح "بنقل قلاقيل المنزل" الا بموافقة قائد الفرقة وامر اللواء والفوج وقبل هؤلاء الحصول على كتاب تأييد من قيادة عمليات بغداد. الخوف من التهجير اصبح هاجسا ينتاب الكثيرين ، فحصوله في منطقة شيعية، يعني انتقاله الى أخرى سنية ، بمعنى آخر ان أحياء بغداد ستكون على موعد مع عمليات من هذا النوع ، تعززها حوادث التفجير في أماكن منتخبة وتنفيذ عمليات اغتيال لغرض إثارة الفتنة الطائفية ، وقبل ان يقع الفأس برؤوس المواطنين الأبرياء ويتعرضون للتهجير القسري سواء من هذه الجهة او تلك ، يتطلب الأمر رصد التحركات المريبة ، ليس بزيادة السيطرات والحواجز ، وغلق الشوارع ، وإنما باعتماد أساليب اخرى تقع ضمن مهمات الأجهزة الاستخبارية و"رجالها النشامى" لإحباط مخططات من يسعى لإعادة التهجير القسري واعتماد حلول سريعة لمعالجة ظاهرة السلاح المنفلت تحت غطاء التطوع ضمن الحشد الشعبي لمساندة الأجهزة الأمنية في حربها ضد الإرهاب . في اكثر من مناسبة أعلنت الجهات المنضوية ضمن الحشد الشعبي انها تعمل تحت إشراف القوات المسلحة بهدف تحرير المدن الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة ، ونفت علاقتها بأية مظاهر مسلحة بالأحياء السكنية في العاصمة بغداد . خلال الأسابيع الماضية سجلت حالات اختطاف سائقي سيارات أجرة ، وابو كرار واحد منهم يسكن في حي الجهاد اختفى في منطقة العامرية أواسط الشهر الماضي ، زوجته الشابة زارت جميع مستشفيات العاصمة ، وسجلت بلاغا في مركز الشرطة ،وحاليا ترابط مع نساء أخريات أمام الأبواب الخلفية للمستشفيات بانتظار الحصول على الخبر اليقين عن مصير زوجها لتسجل ضمن ملايين الأرامل ، وأمامها جولة متاعب أخرى لإنجاز معاملة لاستحصال الراتب التقاعدي لأيتامها من شبكة الرعاية الاجتماعية . تصريحات المسؤولين الأمنين لطالما نفت عودة مظاهر العنف الطائفي في بغداد ، ووزارة الداخلية سبق ان أعلنت تخصيص أرقام هاتفية بإمكان الأسر البغدادية استخدامها في حال تقليها تهديدات بالتهجير ، لكن هذا الإجراء على الرغم من أهميته لم يقنع السيدة ام مصطفى فتوجهت الى اقرب سيطرة مرابطة في حيها لحماية أسرتها من التهجير فحصلت على تطمينات لم تبدد مخاوفها ، علما ان احد أبنائها قتل ، بحادث تفجير انتحاري في مقهى شعبي ، اطلق "التكبير" ليخبر ملائكة السماء بقدومه الى "الجنة"، فيما يرفع من تلقى رسائل التهديد بالتهجير يديه الى السماء ويطلب من الباري عز وجل اللهم ارحمنا برحمتك الواسعة ، وسدد خطوات القادة السياسيين لحماية الشعب المسكين من دون اعتماد التهجير والتكبير .
|