مأزق أهل السنة الجديد ...

 

بعد حدوث التغيير في عام 2003 دخلت عصابات القاعدة المعروفة بإجرامها وإرهابها إلى العراق عموما والمناطق السنية خصوصا، وتحدثت باسم مذهب أهل السنة ،ومذهبنا وديننا براء من هذه الأفكار الإرهابية ، لكن مع الأسف تفاعل بعض الناس معها ووجدت الحاضنات الإجتماعية وتوغلت في مناطقنا بحجة مقاتلة الأمريكان وعملائهم حسب وصفهم وإدعائهم ويقصدون بالعملاء كل من اشترك بالعملية السياسية من أي طرفٍ كان. 
ثم سرعان ماحصل تغيير في توجه القاعدة ، حيث تحول استهداف القاعدة إلى المواطن العراقي فضربت جميع المؤسسات والمرافق في البلاد واستُهدف العراقيون بكل أطيافهم وكان غطاء ذلك العمل الجبان هي الحاضنات الإجتماعية التي كانت توفر لهم المأوى ، وسرعان ما اكتشف أهل السنة أنهم في مأزق حقيقي مع القاعدة المجرمة لأنها استهدفتهم واستهدفت وجودهم ودمرت مناطقهم وقتلت علمائهم وشبابهم 
فلم يسكت بعض أهل السنة عن إرهابهم فقامت غيرة الشرفاء يتقدمهم الشهيد عبدالستار أبو ريشة (رحمه الله) الذي حاربهم بكل قوةٍ وعزيمةٍ وإصرار حتى تخلص العراقيون من القتل بالمفخخات والأحزمة الناسفة واختفت مظاهر التسلح تحت أي عنوان وجاءت بعدها صولة الفرسان ووضعت الأمور في نصابها وحل الإستقرار النسبي نوعا ما في البلاد.
وما أن بدأ الناس يرجعون لحياتهم المستقرة ، لم يُعجب هذا بعض الناس ممن تضرروا من هذا الإستقرار والأمن، فاختلقوا لنا المظاهرات وبدأوا يتحدثون عن المطالب المشروعة ونحن مع المطالب المشروعة لكل أبناء الشعب لكنه سرعان ما تسابقت القاعدة والبعث ليدخلوا على الخط ويَركبوا الموجة ويسرقوا جهود المتظاهرين إلى أن امتلئت الأرض بالدواعش المجرمين وتمكنوا وتغلغلوا وقتلوا عضو مجلس النواب عيفان العيساوي في الفلوجة مع العلم أننا حذرنا منهم مرارا وتكرارا.
وبرغم هذا استمروا في غيهم في احتضان الدواعش إلى أن أدركوا أنهم في منزلق خطير ومأزق رهيب فرجع حينها الشيخ أحمد أبو ريشة إلى الصف الوطني بعد خراب البصرة ،وما أقوله عن اختراق الدواعش لأهل السنة إنما هو اعتراف قيادات سنية تظهرعلى شاشات التلفزيون تتحدث باسم الدواعش وتبرر جرائمهم !!! 
أقول إذا كان لنا حقوق فعلينا أن نأخذها بالطرق المشروعة أما هذه الطريقة يا أهل السنة فإنها تضرنا أكثر مما تنفعنا ، خصوصا مع قيادات ورطوكم الآن هم في عمان أو أربيل أو تركيا يتنعمون، فلماذا تسيرون خلفهم ؟
ومن حقنا أن نسأل الآن الأسئلة الثلاث التالية :
هل أخذ السنة حقوقهم من الدواعش والبعثيين أم أنهم أسرى بأيدي المجرمين اليوم؟
لماذا يسكت أهل السنة عن القمع والإرهاب الذي تزاوله الدواعش ضد الناس في المناطق المحتلة ؟
ولماذا لا يذهب أئمة الفتنة ويلتحقوا بالناس هناك اذا كانوا ثوارا كما يدعون ؟