الصــدر الولي.. وصناعــة الوعي.. |
اهتم الشهيد الصدر (رض) بالوعي، وقد اشار اكثر من 16 مرة في خطب الجمعة، عام 1998 في الكوفة..اضافة الى لقاء موثق ، يعرف بلقاء الحنانة، وفيه اكد الصدر: ان الوعي هو القسم الثالث من اقسام الدين الثلاث، فضلا على الفقه والاخلاق. ان اهتمامه لم يقتصر في الجانب النظري اوالفكري في موضوع الوعي، بل اوجد الوعي العملي على ثلاث مستويات وهي: الوعي الشخصي للقيادات، والوعي الفردي للمكلف، والوعي الجمعي، للقواعد الشعبية، والاخير محور هذه الدراسة. يعرف الوعي على انه الادراك العقلي للواقع وقدرة الحكم على الوقائع، او ملكة الحكم المنطقي على الوقائع، او هو ذلك التفكير المنطقي المستند للحقائق، او غير ذلك. وبعبارة اوضح، ان الانسان الواعي، يختلف عن الانسان العالم، الاكاديمي، او المثقف او المتدين، لان الانسان العالم والاكاديمي يملك معلومات تفصيلية، ذات تخصص دقيق، الا انه، غالبا، غير واعي، اذا لم يكن عارفا بواقعه، وحقيقة التهديدات التي تستهدف المصالح البشرية، وتستهدف وجوده، وكرامته الانسانية، اي لا يصل ذلك المتعلم الى مستوى الحكم على القضايا المصيرية، وخاصة خطر الاستعمار والاحتلال.، الا اذا كان واعيا.. الوعي مقابل الغفلة: .. ثم ان الانسان المتدين، يصل الى مستوى من التفقه، والمعرفة بالاحكام الشرعية، الذي ينتج التورع، احيانا، وقد يصل الى مستوى اعلى، وهو مستوى الاخلاقيات، والتي ينتج عنها التقوى، احيانا. الا ان كلا من الفقه والاخلاق، هما من مقدمات مستوى اعلى واهم، وهو الوعي، والذي يدخل الانسان الى ساحة المشروع الالهي، وحينها يكون المتدين مهما في حركة البشرية، وذا اهمية عند الخالق تعالى، قال الصدر في الجمعة 19وفيها، تحدث عن المتدين والعابد، الذي ليس له اية اهمية عند الخالق تعالى، ولا تقبل صلاته، فقال سماحته: ...ان كنت ذا اهمية لديه يقبلها منك...انتهى.
|