آخر اوراق الخيانة

هالة عظيمة نشرها اعداء العراق الجديد وصفق لها مبغضيه وصدقها المغفلون والمتطيرون من قومنا, بل وراحوا يدبجون لها الدعايات طواعية وبغباء مفرط ,اي خدمات مجانية لماكنة الموت والذبح المنظم القادم من معاطف الساسة في العراق ومحيط الشر الاقليمي وبارادة امريكية لم تجد من يعينها في الوقت السابق على تنفيذ مآربها وتحقيق مصالحها المرجوه في عملية تحرير العراق من ربقة البعث الفاشي واركان حكمه الطائفي فمن سبق الاخر؟ الضعفاء الخائفون ام الاعلام البعثي والعروبي والعالمي في نشر الرعب بين البسطاء في المدن العراقية حتى الآمنة منها,بقوة وشراسة القادم الجديد الذي جاء من العدم ليكون هو الماكنة الهائلة المخيفة والقوة التي لاتُقهر.

انها داعش ,داعش العصابة القذرة المتجمعة من اطراف المعمورة لتأسيس دولة الشر والذبح والنكاح ,داعش الخيانة العراقية بثوب الطائفية الحقير, بل الوجه الحقيقي لدعاة التهميش وانصاره في الاعلام البعثي وساحات الخيانة والتآمر, فهي الورقة ربما الاخيرة في جعبتهم ,للضغط على الحكومة وتمرير حزمة من القوانين الفاسدة لصالح البعث والارهاب,وعمل توازن يعيد ترتيب الاوراق ليضعهم في المقدمة واستعادة الكثير مما فقدوه بسقوط البعث ولديهم من الفاسدين ممن يمتلك الموهبة الفذة كمقبورهم على تنفيذ كل الاوامر دون نقاش وهذا هو مربط البغل السياسي في مواقف امريكا الانتقائية الاخيرة ,او كحل مغاير بخلق واقع جديد يهشم الوحدة المزعومة التي يتباكى عليها الكثير في الاعلام وهو يدفع باتجاه التقسيم في الواقع لاسيما ومبادرة بايدن الخطة ( بي) مازالت تحت اليد ولكن دون ان يظهروا بمظهر الخونة المتآمرين!!..

ولكن بقراءة سريعة للاحداث التي تزامنت مع او بعد سقوط الموصل او بتعبير افضل تسليمها من قبل الحكومة المحلية وبعض العسكر ومارافقها من تهليل واضح من وسائل الاعلام العروبي الحاقد والعالمي المسيّس نلاحظ بان الصورة المضخمة التي نشرت على رؤوس الاشهاد ليست حقيقية, وتمزقت في اول تجربة واقعية, فداعش لم تحتل اي مدينة او قضاء او حتى ناحية بقتال حقيقي ومواجهة ميدانية قوية وماحدث لآمرلي وصمودها لأكثر من شهرين شاهد حق عظيم على خيانة وتواطئ بعض المناطق المختلطة والخلايا النائمة فيها, كما في تلعفر وبشهادة ابو الوليد في مقابلة خاصة له في احدى الفضائيات.

والعلامة الاخرى الاكثر وضوحاً بان الجيش العراقي رغم الضغط النفسي الذي سُلط عليه وكثرة الدعايات وانفجار بعض الاماكن بدواعش محليين كانوا ينتظرون ساعة الصفر, ومحاولة ارباك الوضع العام, الا ان الجيش استعاد زمام الامور وبدأ يتصدى بشجاعة لاتوصف في الكثير من المحاور,واحتفظ الدواعش بموطئ القدم الذي مُنح لهم مجانا وبلا قتال, وبعد ايام جاءت فتوى الجهاد الكفائي الحكيمة للسيد السستاني " حفظه الله " لتستنهض الشرفاء من ابناء الوطن بصورة اوسع واكبر وتشد عزيمة المقاتل في جبهات القتال ليصمد ويقاتل وينتصر.

فداعش اذن لا تقاتل في حقيقة الامر بل تقتل, نعم تقتل الابرياء والعزل فقط لتثير الرعب بين الناس ويبدو انهم راهنوا على ذلك للحصول على مكاسب جديدة بدون قتال,حتى ظن بعض المغفلين بان بغداد ستسقط قريبا واصاب الكثير من المرجفين والمرضى الذعر الشديد, وادركوا انه لاعاصم اليوم من امر الغول القادم من غرب العراق وبؤر التوتر, ولكن الايام اثبتت بان العراق عصي بشعبه الغيور على كل قوى الشر والرذيله وهاهي جحافل اسود الوطن بكل انتماءاتهم وتوجهاتهم يسحقون رؤوس الغدر والخيانة ببساطيلهم, وبذلك سقطت اسطورة داعش " المارد " التي اراد بها الغرب واذياله من خونة الداخل ارجاع عقارب الساعة الى الوراء.