شباب سبايكر اليوم ... شباب الكرد الفيليين بالامس

تكشفت مؤخرا جريمة ابادة مئات الشباب المتدربين في قاعدة سبايكر ، شباب لم يشاركوا في قتال او حرب ، كانوا تلامذة متدربين في القاعدة الجوية ، تمت تصفيتهم ودفنهم في مقابر جماعية .
وفي تصريحات وزير الدفاع التي ادلى بها في مجلس النواب قال ان لجانا سـتـتحـقـق من الامر .
ما يعني ان القضية ستنام في دهاليز ومكاتب اللجان التي لا يعلم احد اين تجتمع او ماذا تفعل ، ومثل ذلك حدث للكرد الفيليين عام 1980 ، حين تم تسفير الاف الاسر الكردية الفيلية من بغداد والكوت والعمارة وغيرها من المحافظات والاقضية في الوسط والجنوب .
قامت القوات الامنية لنظام صدام باحتجاز الاف الشباب وتم تغييبهم في سجون النظام واصبحوا ضحايا وشهداء على ايدي عصابات البعث الصدامي.
ورغم اقرار مجلس النواب العراقي في دورته السابقة بان قضية الكرد الفيليين هي ابادة عرقية ، الا ان الاجراءات المتخذه من قبل دوائر ومؤسسات الحكومة لم تكن بالمستوى الذي يرقى الى حجم الجريمة ، فما زالت حقوق الكرد الفيليين مهمشه . حينذاك كتبنا وذكرنا ان التهاون في احقاق حقوق الكرد الفيليين والتغاضي عن معاقبة المجرمين المسؤولين عن جريمة تهجير الكرد الفيليين سوف يلقي بظلاله على المجتمع العراقي .
ها هم رجال العصابات البعثية واتباعهم يقومون بجريمة تختصر جريمة ابادة الكرد الفيليين وتشبه ما عملوه في حق الاف الشباب الكردي الفيلي من قتل وتغييب ومقابر جماعية .
فالمجرمون عرفوا ان العقاب لن يقع عليهم ، وان لهم من يحميهم من سلطة القانون ، وكان لتساهل رجال السياسة والحكومة والقضاء مع المجرمين الذين اقترفوا ابشع الجرائم بحق الكرد الفيليين وقتل ما يربو على عشرة الاف شاب كردي فيلي ، خير تشجيع لهم على الاستمرار في اقتراف جرائمهم المنكرة بحق ابناء شعبنا ، وها هي جريمة الغدر بشبابنا في قاعدة سبايكر خير دليل على تمادي المجرمين بغيهم لانهم امنوا العقاب .
ان اردنا محاسبة المجرمين اليوم فعلينا فتح الملفات من اولى الجرائم التي اقترفها النظام الصدامي واتباعه بحق الكرد الفيليين واعادة حقوق الكرد الفيليين كاملة وتعويضهم عن ما لحق بهم من خسارات ومصائب ، واعادة اموالهم المنهوبة واملاكهم المسروقة التي مازال اتباع صدام يسكنون فيها ويـنعمون باستثمارها.
ان جريمة سبايكر سوف لن تكون الجريمة الاخيرة بحق اهلنا وشعبنا ما دمنا لا نسمح للقانون باخذ مجراه ومعاقبة المجرمين الذين استمرأوا العيش في اجواء الجريمة ودأبوا على التشفي بقتل اكبر عدد من ابناء شعبنا كلما وجدوا لذلك سبيلا .