أتركوني كأحدكم أكون أطوعكم وأسمعكم – ألآمام علي بن أبي طالب – ونحن على مقربة من أعلان تشكيل الحكومة التي سيفرح بها القليل , وسيظل الكثير ينتظر ماسيجري والبلد لايحسد على ماهوفيه من عصابات أرهابية راحت تؤسس لخيالات دولة مزعومة لاتمتلك مصاديقها بمقدار ماتمتلك القدرة على ألآذى والتخريب والفوضى التي خطط لها أتباع المحور التوراتي وبدأوا يقطفون ثمارها فهذه هي أسرائيل تبدو مرتاحة لداعش وجبهة النصرة والجبهة ألآسلامية , وهذا ألآرتياح مترجم عمليا بأستقبال جرحى العصابات التكفيرية في مستشفيات صفد ونهاريا وقيام المسؤولين ألآسرائيليين بزيارة أولئك الجرحى مع المحاولة الجديدة لفتح معبر القنيطرة والعمل على أيجاد شريط حدودي في الجولان المحتل تتحرك فيه عصابات أبو بكر البغدادي وأبو محمد الجولاني وزهران علوش , وفي الوقت الذي يجتمع فيه هؤلاء على باطلهم يتفرق العراقيون على حقهم ولاسيما الذين يحسبون أنفسهم أحزابا للسلطة وكتلا للعملية السياسية , وهم لايدرون أن سلطتهم شر السلطات وأوهنها وهي كبيت العنكبوت وكما قال الشاعر :- ضربت عليك العنكبوت بنسجها .. وقضى عليك به الكتاب المنزل أو كما قال الشاعر ألآخر وهو مما ينطبق على ألآرهابيين الذين يحفرون خنادقا ليختفوا بها وهي غير خنادق غزة والمقاومين :- وهل شيئ يكون أذل بيتا .. من اليربوع يحتفر الترابا ؟ هل الحكومة الجديدة ستنهي القطيعة والخوف بين أبناء المحفظات وهي لم تنهي هذا الخوف بين صفوفها ومطاليب الضمانات هي بسبب ذلك , وهل ستتمكن الحكومة الجديدة من أنهاء العنف وألآرهاب ؟ وهل ستتمكن الحكومة الجديدة من العمل بجدية لوقف الفساد ؟ وهل ستتمكن الحكومة الجديدة أعطاء المواطن حقه من الثروة النفطية والمال العام وترفع عنه معاناة الفقر والعوز ؟ وهل ستعمل الحكومة الجديدة على أعادة الخدمات الطبية لسابق عهدها بحيث لايضطر المواطن العراقي السفر للهند وأيران وعمان وبيروت للعلاج ؟ وهل ستعمل الحكومة الجديدة على أصلاح الكهرباء وجعلها تصل البيوت والمحلات والشركات على مدى " 24" ساعة أم ستظل مواعيد عرقوب خاصة بالكهرباء وبالخدمات كلها وممتدة مع الفساد الذي شوه صورة العراق وجعل الشركات ألآجنبية تتخوف من التورط بأي مشروع عراقي كما يجري للشركات الصينية التي تحب العمل في العراق مثل محبتها لقدوم طيائرات القوة الجوية العراقية ا لى بكين حيث قابلوها بالزغردة ورش المياه فرحا وتلك هي وطنية الذين يحبون أوطانهم , أما عندنا فالحسابات الوطنية مختفية , والمصالح الشخصية والحزبية ظاهرة وطافحة وروائحها تزكم ألآنوف , فبعد أخبار الترشيق الوزاري عاد التضخم الوزاري , وبعد مواعيد التكنوقراط جاءت ولادات البيروقرط والشهادات المشكوك بها وألآسماء التي لاتحظى بشعبية عند المواطنين ولاتحظى بقبول عند المرجعية وهي مرفوضة عقلا وشرعا وأخلاقا , ومن هنا تأتي محنة العراقيين الوطنيين ومنهم القادة الذين تعرفهم ميادين العمل الوطني الثقافية والعلمية والسياسية , والذين تعمدت أحزاب السلطة أقصائهم في فضائيتها وفي لقاءاتها وفي ندواتها ومؤتمراتها حتى لاينكشف نقصها ولاتعرف عوراتها , فشبكة لآعلام العراقي مثالا على ذلك ألآقصاء المتعمد للكفاءات وأهل الفكر الذين بهم تزهو وتكبر الفضائيات كما كبرت ونمت قناة الميادين في أقل من عام واحد ؟ ليس أمام المخلصين على مستقبل العراق سوى أنهاء أقصاء المفكرين وأهل العلم وألآختصاص العراقيين وهذا لايكون ألآ بمبادرة الحكومة الجديدة الى ذلك وهذه المبادرة تأخذ مستويين ولا عبر تشكيل حكومة تكنوقراط وهذا مستبعد على ضوء ماجرى من مفاوضات بين الكتل ولعل بعض ممثلي الكتل لايصلحون لمثل هذه المهمة , والثاني عبر المستشارين الذين يمثلون الكفاءة وألآخلاص والنزاهة بما لايدع مجالا للشك , فالدول والحكومات بمستشاريها أولا وهذا هو سر النجاح , نأمل أن لاتطول معاناة العراق والعراقيين ولاسيما أهل العلم وقادة الرأي حتى لايظل لداعش معبر وفرصة ولا للفساد مبرر وحاضنة.
|