كأنما تثمينا لفشلهم المزمن و هزائمهم التاريخية يشملهم المالكي بمكرماته !!

إلى جانب رداءة الخدمات العامة مثل الكهرباء و الماء و الطبابة وعزف الشكاوى و القهر على الربابة !!ــ فقد كان الفشل الأمني المتردي والمتدهور دوما هو الغالب و السائد في حياة العراقيين في السنوات الثماني الماضية من حكم القائد الأوحد و الزعيم ألأجدر نوري المالكي !!، حيث انتعش الإرهاب ــ بسبب التساهل و التهاون ـــ وزاد هوسا و شراسة واستهتارا وحصادا موسميا متواصلا من حياة العراقيين الذي لم يمض يوم دون وقوع أعداد من الضحايا بين قتيل و جريح أو مخطوف ذبيح : ضحايا الإرهاب الأعمى و الجنوني والأعتى حقدا وكرها مريضا وبغضا مدمرا ، إلى حد أخذ هذا الإرهاب مداه الكامل لتطال بأذرعته الإخطبوطية الضاربة والبربرية الفاتكة أية بقعة من بقاع العراق لو شاءت و أرادت ، بحيث لم تنجو من هجماته حتى مقرات الاستخبارات و المخابرات و باقي مقرات أو مواقع الأجهزة الأمنية ذاتها التي تعرضت هي الأخرى لهجمات متكررة ، كأنما هذه الأجهزة الأمنية و الاستخباراتية هذه ، ليس إلا جمعيات خيرية للبر و التقوى !!..
فتصوروا بؤس هذه الأجهزة وهزالها العجيب التي بدت عاجزة ليس فقط بالدفاع عن المواطنين وحمايتهم من جرائم الإرهابيين إنما انتهت عاجزة حتى بالدفاع عن نفسها !..
وهنا يدعو المنطق القويم و العقل السليم إلى مساءلة هؤلاء القادة الأمنيين بسبب فشلهم هذا : إما باتجاه إزاحتهم لعدم أهليتهم و جدراتهم ، أو نحو مقاضاتهم في حالة وجود تهاون أو تواطؤ مع القوى الإرهابية و حواضنها العشائرية أو أحصنة طروادتها السياسية في المنطقة الخضراء وضواحيها !!..
ولكن ماذا فعل " أبو إسراء " الورد و القائد الحرد ؟! ..
فأنه كرّمهم وكفائهم بقطع من أراض التي هي ملك للدولة وليس للمالكي أو غيره من ساسة المنطقة الخضراء .. أجل إنه كرمهم و أغرقهم بمكرماته ، كأنما تثمينا و تقديرا لفشلهم و هزيمة بعضهم التاريخية و المخزية التي نتجت عنها كوارث وطنية و فواجع إنسانية كبرى !!..
بينما الشارع العراقي لا زال ينتظر بنفاد الصبر مساءلة و محاسبة القادة الضباط الذين خانوا شرفهم العسكري و سلموا مدنا ومناطق لمغول العصر المتوحشين ، متسببين من خلال ذلك مقتل ألوف من العراقيين عسكريين ومدنيين على حد سواء ، في أكبر خيانة وطنية تاريخية لا زال الملايين من المواطنين العراقيين يدفعون ثمنها غاليا بالدماء و الدموع !..