محاولة إيجاز خلجات اليقين في ذروة توهج الألم ، وإفراز ذبذبات الوجع بعوالم سرمدية تتماهى مع أسرجة الخيال .. وإستخلاص عقود إنفرطت حبات أساريرها لحظة إنفصام الحلم لتكون خلاصة عامين أو هكذا شاءت أن تكون ، لتنطلق بثقة وتعلن عن نفسها في معرض الفنانة (إيناس غازي) في أروقة المركز الثقافي البغدادي في شارع المتنبي صبيحة يوم الجمعة المصادف 22 شباط 2013 . ولأن إحتمالات الولوج في عمق إنسانية الفرد أمرٌ يحتاج الى عوامل كثيرة وقد يفلح ذلك أو يتراجع حينما يكون الفرد إنسان مجرد من الملكات .. لكننا حين نخوض في خلجات الفنانة ايناس المكتنزة بملكة الرسم نجد عرضاً باذخاً لتفاصيل عديدة هي إفرازات ذاتية إستطاعت الفنانة أن تُفصح عنها بعوالمها الملونة ، إذ أتاحت لها السوريالية مجالات واسعة للإبحار والإستكشاف خاصة وإنها تمارس سطوة الإبتعاد عن الواقع وإتاحة الفرصة أمام إرهاصاتها وتراكمات ذؤاباتها التي ماأنفكت تنهمرُ على قماشة اللوحة لتمنحها بعداً آخر تستطيع أن تمارس فيه طقوسها الفنية برحابة وسعة . فنانةٌ ساكنة المحيا ، وصاخبة المنتج ، غزيرةٌ حد الدهشة ، أفكارها غنائم جعلتها تتفوق على جيلها ، أثارت أن تمنحَ فرشاتها خلاصة مرحلة مهمة من حياتها مزقتها ظروف واقع مؤلم أدمنته قسراً فعاشت صراع ذاتي الهمها الكثير وكانت النتائج لمصلحة فنها .. تحاول إيناس غازي أن تَفردَ أجنحتها على وسعها متخطية حواجز اللون الذي أربك مسرح الثيمة ، فيما تعالت الفكرة لتتمركز بشموخ معلنة عن وجوديتها وعنفوانها ، مما جعل المتلقي يسرح في ذهول تاركاً عتمة الوانها التي أطاحت بالكثير من تفاصيل منجزها الفني .. حالمةٌ تُمسك واقع حاول أن يتخطاها فتجاوزته ، إصرارها على مقارعة كبت ذاتيتها البشرية الهمها الكثير ، وجرءتها في الطرح جعلتها تتجاوز أزمتها بشجاعة مما أتاح لها تخطي الكثير من تناقض السوريالية في مفهومها الأكاديمي . اليوم وبعد عامين من الجهد والمثابرة والتواصل أنفقت فيها الفنانة الكثير من الوقت والراحة والمال دون طائل يردّ الدَّين ، تقف متأملة تاركة المجال لخيالها أن يفسحَ أمامها آفاق حلمها الذي تعده أهم أمنياتها وهو الوصول الى العالمية ، طموحها مشروع ويراود الكثير من الفنانين الشباب ، وهي جاهزة للإنطلاق بثقة وماعليها إلا أن تَنفضَ بعض الغبار عن أفكارها الجمّة ، وتفتح النوافذ لتنقية الوانها لتكون في مقدمة الفنانين العالميين . |