حكومة العبادي بين النجاح والفشل |
لا يمكن بكل الاحوال التقليل , من شأن التركة الثقيلة والمرهقة والمعقدة والصعبة , التي ورثتها هذه الحكومة الجديدة , من حكومة المالكي السابقة , وانها ستكون المعضلة الحقيقية , التي ستواجهها الحكومة الحالية في كل ميادين الحياة , ولايمكن حلها بعصا سحرية , او بمعجزة السحر والتعويذة والحجاب والدعاء والبسملة , ولا في الاقوال الرنانة والنارية . وانما تحتاج الى روية ورؤية ناضجة , متفهمة كل جوانب الواقع السياسي , والى جهد حثيث ومثابر ودؤوب بشكل مستمر , بالعمل المسؤول , الى جانب العناصر المهمة للنجاح , وهي الكفاءة والخبرة والنزاهة الوطنية , والاخلاص في خدمة الشعب , لانتشاله من الواقع المرير والمزري , والى سياسة وطنية خالصة , وشطب نظرية التي حجرت عقول القادة السياسيين ( امير منا وامير منكم ) , وبالحوار السياسي المرن والمتواضع , من اجل الخروج من عنق الزجاجة , وهذا يتطلب افعال حقيقية على الواقع الفعلي . عدا ذلك فان الفشل الكامل سيكون مصير حكومة العبادي , وسيكون فشل لكل العراق , لان ضياع هذه الفرصة بحكومة العبادي , ستكون الضربة التي تكسر ظهر العراق , يعني بكل بساطة ضياع العراق , لذلك ان حكومة العبادي ستكون في مفترق الطرق , اما النجاح واما الفشل والهاوية السحيقة . ولايشك احدا ان برنامج الحكومة , الذي طرح على لسان السيد حيدر العبادي , لفترة بين 2014 الى 2018 , سهل المنال والتطبيق , بل سيواجه الصعوبة والتعقيد والعرقلة والغام عثرة تتفجر هنا وهناك , وطريق صعب , ولكن تبقى حبر على ورق , واقوال بدون رصيد , اذا لم تترجم على الواقع الفعلي , ويحتاج الى همة ونزاهة واخلاص في معالجة الاخطاء والنواقص , وتغيير في السياسة السابقة برمتها , وعدم تكرار التجربة الفاشلة , التي امتدت لثماني اعوام عجاف , وهذه مهمة مسؤولية كل الاطراف السياسية بدون استثناء , ان يلتزموا بصدق وصراحة في الوثيقة السياسية التي اجمعت عليها بالموافقة كل الكتل السياسية , والتي كونت العمود الفقري للبرنامج الحكومي القادم , كي يكون التفرغ منحصراً , في محاربة الارهاب الدموي والفساد المالي والاداري , وترك امراض الواقع والتعامل السياسي , الذي اعتمد على المحاصصة والطائفية , والانخراط صوب خيمة الوطن والهوية العراقية , اما التشبث بامراض سياسة الامس بكل شوائبها وخرابها ودمارها , والتي تتجلى في التمسك بنظرية ( امير منا , وامير منكم ) , فان الفشل سيكون مصير الجميع , بحشر العراق في محرقة الخراب والدمار , وان الاختبار والامتحان الحقيقي , لكل الاطراف السياسية , هو هل يسمحوا للسيد العبادي , ان يختار بحرية تامة ودون قيود وشروط . مرشحين لوزارة الدفاع والداخلية , دون محاصصة وتقسيم , وخاصة تمثل هاتين الوزارتين شريان العراق الحيوي . وهل يترجموا اقوالهم بافعالهم , بان تكون هاتين الوزارتين خارج المحاصصة السياسية ؟ ام انها ستضع العصي والعراقيل ؟ ان برنامج الحكومة الحالية طموح بالامال الكبيرة , ولكنها تبقى حبر على ورق , اذا لم تطبق بصدق ونزاهة على الواقع السياسي المريض , انها شخصت بدقة مشاكل العراق , والمعضلة السياسية الطاحنة , واذا طبقت بشكل فعلي , فانها قادرة الى نقل العراق الى مرحلة نوعية من الاصلاح وخاصة تشمل اهم النقاط الحساسة ومنها : |