شهادة استغفال عليا

الساعة الآن هي الحادية عشر من قبيل منتصف ليلة 8 / 9 / 2014 اطفأت الاضواء واسدل الستار على مسرح المجلس النيابي العراقي في جلسته الرابعة عشر لمنح الثقة لوزارة الدكتور حيدر العبادي بعد مخاض استغرق حوالي الشهر ، وقد طاب لبعضهم تسميتها حكومة اللحظات الاخيرة ، رغم عدم اكتمال الفرحة التي بدت على وجه الدكتور العبادي للأختلاف الحاد كما يبدو على الوزراء الامنيين ، وبعض الوزراء التي تحوم حولهم بعض الأسئلة من هنا وهناك ، المهم انتهى العرض المسرحي السياسي محطماً كل الاماني والتطلعات والآمال والتفاؤل الذي رافق بداية انطلاق تكليف رئيس الوزراء الجديد . والذي كان يصف لنا مفردات كابينته على اساس انها تكنوقراط رشيقة ونظيفة من كل شوائب الفساد رائدها الاخلاص والنزاهة والموضوعية . المهم انا شخصيا تصورتها ( يابانية ) آخر موديل . ومع اننا لانستطيع ان نحصّن انفسنا من الانحياز . لكننا نشعر بأن في اختيار هذه الحكومة الكثير من الاستفزاز للشعب وهو مجموعة الناخبين الذين تكلم الكثير قبلنا عن فدائيتهم ، المهم ... اننا نحن المراقبون لفصول هذه المسرحية السياسية المنقولة نقلاً تلفزيونياً مباشراً والتي نتابعها من امام شاشات التلفاز ، ضيعنا وقتنا من باب العلم بالشئ وليس لأي شئ آخر ، فنحن كأي مواطن عربي _ شرقي ، مسموح له ان ينظر فقط ، وبموجب الحرية التي منحتها له احداث / 2003 يستطيع ان يتكلم بما يشاء امام من يثق به وبسعة صدره في استيعاب القول . ومن لم يكن يؤمن فقد آمن الان بأن لا العبادي ولا غير العبادي يستطيع تغيير مجرى الجدول السياسي العراقي والوجبة كما يبدو ، جاهزة ليس علينا الاّ ان نفتحها ونأكل قبل ان تبرد ، ولا يهم ان كانت شهية او تناسب ذوي الامراض المزمنة .
الامر الثاني ، ان بعض النواب الذين وصلوا الى قبة البرلمان بصرف النظر عن طريقة الوصول ، ( مشت ) عليهم لعبة الديمقراطية ، من خلال المداخلات ونقاط النظام ، خاصة بعض السادة والسيدات حديثوا الولادة البرلمانية والسياسية الذين كانوا يتحمسون للدفاع عن كتلهم ومحافظاتهم في ضرورة تمثيلها ( بكام ) وزير او بعدد من الوزارات السيادية . وكنت اعتصر الماً وحزناً من اجلهم وحسرة وشفقة عليهم . خاصة اولئك الذين كانوا يلجمون مع اول عبارة تخرج منهم . لكن اكثر من تألمت وحزنت لأجله هو الدكتور محمد الطائي الذي اعلن انسحابه لعدم الاستجابة لطلباته . هذا الرجل صاحب احدى الفضائيات المحلية تصوّر بأن زملاؤه النواب سيرجونه بعدم الخروج من القاعة ويمسكون بأذياله ويقبلون لحيته حتى لايترك المجلس . لكنه خرج دون يهتم به احد . وانا اتوقع ان هذا الرجل ندم كثيراً على فعلته وربما اخذ ميثاقاً على نفسه الاّ يتصرف على هذا النحو في المستقبل . وهذا يذكرنا بحكومة الاغلبية .. التي لم يحصل صاحبها منها لا أبو علي ولا مسحاته .