بماذا تختلف حكومة العبادي عن حكومة المالكي ؟؟؟

هذا السؤال يتداوله الكثيرون عبر البرامج الحواريه وصفحات الصحف والمواقع الالكترونيه وينصب وجه المقارنه اما على تركيبه الوزارة من ناحيه المعماريه الطائفيه الاثنيه او اختلاف رئيسي الوزراء في مواقفهما رغم انهما من حزب اسلامي واحد لكن اغلبها تتناسى طبيعه الظرف التاريخي الذي كلف فيه المالكي بتدخل امريكي مباشر وفقا لروايه الجلبي وزلماي خليل زاده وربما لايختلف كثيرا مع بعض التفاصيل عن تكليف العبادي خلال الاسابيع الماضيه في ظل تنامي دور الارهاب وارتفاع درجه الاحتقان الطائفي بين الفتره 2006 و2007 وصيف هذا العام بظهور داعش كمحور جديد بدلا عن القاعده 
المالكي نجح الى حد كبير بعد صوله الفرسان وما تلاها في تطمين المكون السني بنواياه وساعدته الاداره الامريكيه في ضرب القاعده وتصفيه زعيمها الزرقاوي واستخدام بترايوس للاموال لسحب البساط عن الحاضنه السنيه في الانبار التي تحولت الى صحوات
وربما اراد المالكي ان يوكد مشروعه الوطني بعيدا عن الامريكيين ويوازن بينها وبين طهران في العراقi عبر اصراره على اخراج جميع القوات الامريكيه ورفض منحه بعض منها الحصانه واعتبر الامر انتصارا تاريخيا له دون ادراك عواقب ذلك والذي ظهر في 9 حزيران عند سقوط الموصل واصرار الامريكيين على ابعاده كشرط لتدخلهم لمساعده العراق عسكريا 
لا بل انه قطع خطوات كبيره في اعاده اكثر من 40 الف من ضباط وكوادر النظام السابق لمواقع هامه الامر الذي اثار غضب الكثير من القيادات الشيعيه التي اتهمته باعاده البعث عبر النافذه واغلب هؤلاء غيروا مواقفهم لاحقا ليكونوا من دعاه انصاف السنه وعدم تهميشهم لا وحتى التحالف معهم ضده 
لم ينجح المالكي في التصدي لارهاب اخر لايقل خطوره عن المتفجرات الا وهو الفساد الاداري والمالي الذي نخر الدوله ومؤسساتها مثلما تقاطع مع النظام العربي الذي لم يغفر له عدم الانخراط في مخطط الاطاحه بالاسد لانه كان يدرك ان وصولهم للسلطه في الشام ستعني نهاية العراق واغراقه بالدم 
ولم يجد ايضا حلا لطموحات الاكراد القوميه التي فشلت الدولة العراقيه في الاستجابه لها على مدى ثلاث جمهوريات متعاقبه لان الجميع كان سيتهمه بالخيانه وتقسيم العراق
مثلما لم يفلح في الوصول الى تفاهمات داخل البيت الشيعي الذي انتقل بعض المحسوبين فيه على طهران ليكونوا حلفاء لانظمه عربيه سخيه تتناقض تماما وتعادي ايران وتترصد به وكان يشعر بان دائره المخلصين له حتى داخل حزبه باتت تضيق يوما بعد اخر حتى وصل الامر الى انقاده كت مثل النجيفي والبرزاني طلبوا من واشنطن عدم تزويد الجيش بالسلاح الثقيل واشتكوا للاتحاد الاوروبي انفراده بالسلطه وتفرده بها الى درجه ان نائبه المطلك اتهمه علنا بانه ابشع دكتاتور 
ربما لااجد اختلافا كبيرا بين ظروف ولاده الوزارة الاولى للمالكي والحاليه لخلفه العبادي او تركيبتهما التحاصصيه الاثنو طائفية باستثناء ان واشنطن تريد الانطلاق من العراق للبدء بمشروع جديد للمنطقه برمتها ولا يعنيها كثيرا تفاصيل تركيبه الحكومه بقدر قيامها بدور مطلوب في المرحلة القادمه التي لاتقل خطوره عن ربيع عام 2003 او ربيع عام 2010 في الشرق الاوسط 
اعتقد ان شبح صالح جبر سيكون حاضرا امام الزعيمين الشيعيين حيث سيطلب من العبادي ا تقديم المزيد من التنازلات والا سيواجه العبادي نفس مصير المالكي والتهم التي وجت اليه في ظل انقسام شيعي -شيعي وتصميم كردي على الانفصال واراده سنية قويه بلعب دور اكبر في صناعه القرار في بغداد .