الحكومة العراقية . . made in atis

من يبحث عن المساواة فليذهب الى المقابر (مثل الماني ) ومن يتحرى عن الحكومة الهجينة سيجدها حتما في العراق , شراكة وتوافق ومقبولية و . . . كلها عبارات براقة تولد يوميا من بنات افكار الاثرياء والمقاولين والمخادعين والعملاء والسماسرة في بورصات السياسة واسواق النفوذ , حكومة علاوي الانتقالية قيل انها ممثلة لجميع الطوائف بينما الطوائف لم تجن سوى الفساد بشقيه المالي والاخلاقي , فتبعها حكومة المالكي الدائمة التي وصفت بالتوافقية , فلم يتفق الساسة ولم ينسجم الشعب , وها هي اليوم حكومة العبادي الشاملة الواسعة كما يحلو للاميركان نعتها , لانها ممثلة لكل مكونات الشعب والوانه القومية والعرقية , هل تعلمون ايها السادة والسيدات من هي المكونات والاطياف والطوائف والقوميات والاعراق التي مُثلت في الحكومات السابقة والحكومة الحالية , علاوي والمالكي والجعفري والنجيفي والجبوري والسامرائي , هل من مجيب يجيبني ؟ ماذا فعل علاوي للعلاويين والجعفري للجعفريين والمالكي للمالكيين والنجيفي للنجيفيين ووو ... , لقد ابتدعوا الشراكة للتشارك في السلب والنهب واختلقوا التوافق للاتفاق على المكاسب , وابتكروا المقبولية للقبول بالمناصب , فتألفوا وتحالفوا من اجل اتلاف احلام المساكين والاسراف في اموال الفقراء واليتامى والمعوزين ودق اسفين الطائفية في النفوس الطيبة والعقول الغبية .
كذب في كذب فلا شراكة ولاتوافقية ولامقبولية , كل ما في الامر انها حكومات يصح ان نسميها حكومات هجينة تفتقر الى عنصر الاصالة من الجماع الى الولادة , حكومات ولدت عبر مراحل عدة ابتداءا من الغرفة الاميركي الى السرير التركية ثم الوسادة الايراني انتهاءا باللحاف السعودي . 
الان اتحدى اي وزير مزدوج الجنسية في وزارة العبادي قادر على اسقاط جنسيته الثانية , قد يتنازل عن العراقية لكن الاخرى , فلا ارجح هذا الامر وقادم الايام شاهد .
اخوتي الاذكياء واصحابي الاغبياء المسألة اعمق واعقد من مسرحيات تشكيل الحكومات , القضية اوسع واشمل من المصلحات التافهه – شراكة وتوافق – فثمة جحور مظلمة تحوي الواح ترابية ترسم عليها ملامح الاحداث وخطط الحاضر ومشاريع المستقبل في بلدان النفط والجهل .
ان ما نريده حقا حكومة تغفو وتستيقظ على تراب الوطن , حكومة زاهدة ممثلة لكل محرومي الوطن , حكومة رقابة تحاسب الفاسد وتهين الطائفي وتذل الخائن وتقتص من الجاني , حكومة مدن وتحضر لا حكومة خراب وتصحر , حكومة تعشق الحداثة وتمقت الوراثة , نريد حكومة يطبع على جبينها ( صنع في العراق )..