باستعارة اللازمة الشهيرة للخبير القضائي طارق حرب " شايف جنابك " حقق القادة السياسيون العراقيون ، بارك الله بجهودهم معجزة تشكيل الحكومة الجديدة، وانصفوا معظم رؤساء الكتل باستثناء من ابدى اعتراضه واحتجاجه على نسبة تمثيل المكونات والمحافظات في الكابينة الوزارية ، فاصيب بخيبة امل كبيرة جعلته يتجاهل مضمون البرنامج السياسي لإصابته بخيبة امل كبيرة ، فهو الأصل والفصل، وباب غلق الأزمات ، وإحباط محاولات الراغبين في التحالف مع الشياطين لإثارتها من جديد، تارة تحت شعار الدفاع عن المكونات ، واخرى بمزاعم التهميش والاقصاء . المصلحة الوطنية تتطلب من اهل" الحل والربط" تضافر الجهود لتجاوز اخطاء السنوات السابقة باعتماد خطوات جدية في تشريع القوانين المتعلقة بتظيم الحياة السياسية ، فقانون تشكيل الاحزاب يحتل الصدارة في هذا الملف ، المركون منذ دورتين تشريعيتين في زاوية مظلمة تحيطها شياطين الكتل الكبيرة المتنفذة ، ولا احد من اعضاء مجلس النواب بإمكانه الوصول الى مسودة القانون واخراجها وتعريضها في اقل تقدير لأشعة الشمس ، ومن الملفات الشائكة الاخرى تعديل الدستور ، والاسراع بتطبيق مواده موضع الخلاف والجدل ومصدر اثارة المشاكل والمصائب . وضعت حكومة العبادي ثماني ركائز هي أبرز القضايا الساخنة في العراق، بالإضافة إلى أخرى مرتبطة بمستقبل البلاد، من شأنها خلق أجواء تهدئة ، بدعم العمليات العسكرية ضد الإرهابيين، وإعادة النظر في الملف الأمني، وبناء الجيش، ومعالجة مسألة النازحين من مناطق متعددة، وحل الخلافات بين بغداد واربيل عبر الدستور والقانون، بالإضافة الى اعتماد خطة استراتيجية تمتد من 2015 إلى 2018، تتعلق بالإعمار والبناء والالتزام الصارم بحقوق الإنسان، وحصر السلاح بيد الدولة وحظر التشكيلات المسلحة، مقرونا بالإصلاح الحكومي ومحاربة الفساد. بإبعاد "دفان" المصالحة الوطنية ووضع خطوات جدية لتنفيذ وتطبيق المشروع بالانفتاح على القوى المؤمنة بالعملية السياسية صاحبة المواقف المعلنة ضد الجماعات الارهابية ، يمكن ان يتحقق السلم الاهلي شريطة ان يرتبط ذلك بتحرك شخصيات سياسية ورسمية لإعطاء الطرف الاخر ضمانات حقيقية لتنفيذ مطالبه على وفق الدستور والقانون، فعلى مدى اكثر من عشر سنوات ومنذ انتقال ملف المصالحة من القوات الاميركية الى الادارة العراقية ، رافقه التعثر والتراجع ، وتسلل الى مفاصله الفساد المالي ، حين منحت الاموال الطائلة لاشخاص ادعوا انهم "رجال مصالحة " وبجهودهم ستعلن الفصائل المسلحة تخليها عن السلاح والمشاركة في العملية السياسية والتعاون مع القوات العسكرية في دحر وملاحقة الارهاب . قصة المصالحة في العراق ليست نزاعا عشائريا ، يحسم بالاموال والولائم ، ثم اطلاق الزغاريد والهلاهل ، وتشكيل صحوات جديدة ، فتتكرر أخطاء التجربة السابقة ، الثابت والاساسي في الموضوع ابعاد دفان المصالحة وطريقة تعاطيه مع هذا الملف تحقق له مكاسب مالية بعقد مؤتمرات داخلية وخارجية ومهرجانات ، شايف جنابك؟
|