غنائم اتحاد الكرة
ابتعدت قليلاً عن كتابة افتتاحية الصحيفة لانظر عن كثب للواقع الرياضي في بلدنا الجريح ولعل الكرة العراقية تأخذ الحيز الاكبر من اهتمامنا ورصدنا للاحداث ومجرياتها ، فاتضح لي خلال الفترة الماضية لعمل اتحاد الكرة ، انه ليس من الضروري ان يعمل بنظرية حضارية وفق أنظمة إدارية مركزية رصينة ودراسة بعيدة الأمد وأساليب فنية متطورة تحقق الفائدة المرجوة  للكرة العراقية ، ونكران الذات والتوقف عند الخطأ لتصحيحه لا تكراره ، ومحاسبة المقصر وتغليب المنفعة العامة وقتل المحسوبية والابتعاد عن (سمسرة) المنتخبات واعتبارها غنائم انتخابية لا نسمح لأحد أن يتطاول ويتجرأ للتدخل بشؤونها حتى وان كان زميل لنا في عملنا الاتحادي المفكك والمشتت والمتخبط والمتناقض والمتلاطم مع أحاديثنا الصحفية والإعلامية الرنانة وتصريحاتنا التي بنيت على وهم وخداع الأخر وخيانة الهيئة العامة المسيرة لا المخيرة !! .
هذا ما يحدث اليوم في اتحاد الكرة ، فمنذ انطلاق عمله ما بعد 31 أيار الماضي بحلته الجديدة القديمة والنظام القبلي يسيطر على عقول البعض من أعضائه ، والمنتخبات بمختلف فئاتها باتت حصص مشروعة في متناول اليد و تقاسمها الأعضاء فيما بينهم لتحقيق مكاسب أدخلوها في أطار المشروعية والوجوب ولا خلاف شرعي في ذلك ، وفق نظرية (حوسمة الفرص الديمقراطية ) لابن فَسنجون الطحلبي ، وهذا ما يعلمه الجميع فالصورة واضحة كشمس ظهيرة صيفنا اللاهب ولا تحتاج لغربال أحلام اليقظة لستر عورات الألسن وشلل العقول المتقوقعة بآفاقها المنزوية على نفسها ، المهم أن نحقق أعلى مراتب الكسب المشروع أو غير المشروع ، حتى وان هبطنا إلى قاع التخلف في التعامل مع المحيط الخارجي والأحداث الطارئة وإهمال إصدار القرارات المهمة والابتعاد عن رسم خارطة جديدة للكرة العراقية دون عراقيل و مطببات مصطنعة تصنع في أروقة الاتحاد و ( مكاذبه ) او ما تسمى مكاتبه وزوايا جدرانه شاهدة على مجرياتها ، بملأ إرادتهم المهتزة والمبادئ شبه الميتة ، فالتلون حاضر في كل مكان وزمان والرقص متواصل على حبال الوطنية الغائبة ، والرئيس توهم انه ينام قرير العين في الأحضان كوليد جديد يغفو على ريش نعام يكشف مؤخرته بشكل بارز ويخفي رأسه في رمال الوهم وخيبة الامل ، وستنفذ المفردات التموينية لبرنامجه الانتخابي بطمأنينة واطمئنان ، لكنه فز من حلمه القلق مرعوباً وعاد إلى مكتبه يقرأ من جديد توصيات اجتماعات عمان وإقليم كردستان ويرتشف قهوته الباردة ويقلب الفنجان عله يجد شيئاً لم يخطر على باله ولم يكن في الحسبان وراح يطير بين الأوطان مرتحلاً من دون (جناحان) يبحث عن حلول تخرجه من هذه الورطة والواقع المرير لاتحاده ( الفسدان ).