العبادي ليس أفضل من المالكي !!

لم تمر على العراقيين لعبة تغير الوجوة الاخيرة . فالعبادي بديل المالكي لم يعرف عنه أنه قال لسيده السابق رأياً يخالف رآيه. وكان كما يقول المقربون من الرجلين – نسخة باهته منه . فالعبادي كان مقرباً وموضع ثقة المالكي وكانت مهمته ، كل مهمته ، أن يقول له : أنت صح والذين ينتقدوك على خطأ . أو : (كل ماتقوله صحيح وحتى خطأوك صحيح) !

أما أن يكون العبادي نسخة محسنة للحاكم ، فهذا توقع في غير محلة وفي غير وقته أيضاً . لكنها – لعبة أمريكية – أريد بها خداع الناس في هذا البلد لتهدئه الاحوال .. ثم تعود (حليمة الى عادتها القديمة) !

وكما سمعنا من بعض قيادات حزب الدعوة المواليه للمالكي بأن العبادي قد خرج على ولي نعمته . فأن رئيس الحكومة الجديد ، مسير وليس مخيرً ، وكبار الضباط في القيادة العامة ،أو بالاحرى في المكتب العسكري، الذي شكله المالكي هم باقون في مناصبهم ومستمرون في طاعتهم لمختار العصر ، ولا يطمئنون الى رجل غيره . وهذه حقيقة يعرفها العبادي ،ولا يجرؤا أن يناقشها أو حتى يفكر بتغيرها ! وكبار الضباط هؤلاء ، صحيح أنهم يجتمعون بين الحين والاخر بالعبادي ،ولكنهم وما إن ينفض اجتماعهم حتى تراهم يهرعون الى مكتب سيدهم ( الأصلي ) وليس ( التايواني) !

أما الاجهزة الامنية (داخلية ،أمن وطني ،المخابرات ) بالاضافة الى القوات الاخرى (مكافحة الارهاب وسوات)فأنها لا تعترف بالعبادي ولا تكلف نفسها حتى بالتظاهر بالولاء له ! ولن يتغير شي بعد أنتقال المالكي الى موقع (أعلى) !

ثم أن قادة الاجهزة الامنية قد أختيروا على اساس ولاءاتهم العشائرية وهم في معظمهم من عشيرة المالكي .فالولاء للاخير لايدانيه أي ولاء أخر . أما مؤسسات الدولة فيديرها عشوائياً الالاف من اتباع وخدم المالكي و (الفضل) له في وصولهم الى مناصب رفيعه ماكانوا يأملون بالجلوس على أبوابها كفراشين .وهؤلاء الاتباع لا يعترف بالعبادي ولا بحكومته وسيلاقي الوزراء الجدد الكثير من الاهانات والتجاوز وعدم الاحترام من قبل أتباع المالكي المنتشرين في كل مفاصل الدولة العراقية .

كل هذه الحقائق يعرفها العبادي ،وحتى لو كان قد أقتنع بوعود الامريكين يوم كلفوه بتشكيل الوزارة ، فأنه من تولي رئاسة الوزراء قد وجد نفسه في دوامة أو نفق لاضوء في أخره. ولا أدري كيف صدق السياسي (المتحضر) أكاذيب الامريكيين ولم يتعلم من تجارب زيد بن علي وحسني مبارك وعلي عبد الله صالح وحتى المالكي نفسه .

أن التفاءل بالعبادي لا ينم عن ذكاء فالرجل حتى وأن خرج على طاعة سيده فماذا يستطيع أن يفعل أمام عشرات الالاف من الموظفين الكبار الفاسدين واللصون والمنافقين والذين زرعهم المالكي عامداً ومتعمداً لعرقلة أي عمل جدي للبناء ومحاربة الفساد وسرقة المال العام !