يوما بعد يوم ينكشف انحياز بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (اليونامي) وازدواجيتها والتي تعطي الدليل على ما سبق لنا ان اثبتناه في عدد من مقالاتنا السابقة والتي ذكرنا فيها وقائع وحقائق حول العقلية الطائفية والشيفونية والميول البعثية الصدامية المتعششة في جهاز المستشارين السياسيين في هذه البعثة الاممية والتي توظف مواقعها في اليونامي من أجل تشويه صورة الوضع الجديد في العراق وتنفيذ اجنداتها الخاصة الطائفية المغرضة التي تحاول النيل من الوضع الجديد ومن شيعة العراق.
المثل العربي القديم يقول "من فمك ادينك". وهذا المثل يؤكد ان افضل دليل يمكن تقديمه لادانة شخص ما هو ما يصدر عنه من كلام لانه يقوم بالتعبير عن الافكار الداخلية التي يقوم بتخبأتها هذا الشخص في داخله. وقد وصلنا بعض التقارير السرية السياسية الداخلية التي تصدرها البعثة والتي تتضمن تحليلات سياسية لتطورات الاحداث في العراق. وهذه التقارير بحسب ما عرفنا توزع ليس على مكاتب البعثة في العراق ولكن على مكاتب الامم المتحدة خارج العراق وحتى في المقر الرئيسي في نيويورك.
ولعل ابرز ما في هذه التقارير هو قيامها بالتحامل والتجني المغرض والحاقد على ابطال الحشد الشعبي الذين يتصدون لمجرمي الدولة اللااسلامية وجرذان داعش واعوانهم من البعثيين الصداميين. وسنقدم في ما يلي امثلة من هذه التقارير التي تبرهن وبالدليل القاطع صحة ما قلناه سابقا ونقوله اليوم من ان هناك ذهنية طائفية حاقدة حقدا دفينا ومغرضة تتحكم بفريق المستشارون السياسيون في اليونامي.
في تقرير لها يحمل تأريخ 26-31 اغسطس 2014 يقول كاتب التقرير: "الهجمات الارهابية في داخل مدينة بغداد طائفية بشكل متزايد في طبيعتها، كما ان الدولة الاسلامية تستهدف الاحياء الشيعية والميليشيات الشيعية تستجيب عبر الترويع وجرائم القتل غير القضائية في صفوف السكان السنة. وهذه الدورة المتجددة من اعمال الانتقام تستمر لكي تكون نتيجتها جثثا مجهولة الهوية يتم اكتشافها، والكثير منها تم اختطافها، وتعذيبها واعدامها".
وملاحظتنا على هذا التقرير هو انه يستهدف تشويه صورة رجال الحشد الشعبي من المتطوعين الذين لبوا دعوة المرجعية لصد الدواعش الجرذان والإرهابيين القتلة والمجرمين عبر وصفهم بانهم ميليشيات شيعية. كما انه يحمل ومن دون أي دليل هؤلاء المجاهدين الابطال مسؤولية دماء بعض الضحايا من أشقائنا واخواننا في الوطن من اهل السنة. لماذا يفترض كاتب التقرير ان طرف شيعي هو المسؤول عن عمليات القتل هذه؟ ولماذا لا يذكر احتمال ان يكون طرف ارهابي هو المسؤول عن عمليات القتل هذه او بعضها على الاقل؟ ولماذا لا يكون بعض الضحايا قد راحوا ضحية اعمال اجرامية او اعمال ثار عشائرية مثلا؟ لا شيئ سوى الحقد الطائفي التاريخي الدفين الذي يسيطر على قلوب وعقول بعض اخواننا العرب او العربان من الفلسطينيين العاملين في اليونامي ومن لهم ميول بعثية ومتعاطفة مع الارهاب يفسر هذا التحامل على ابطالنا من رجال الحشد الشعبي.
وكانت البعثة ذكرت في تقرير لها بتاريخ 18-25 اغسطس 2014 المجزرة التي راح ضحيتها العشرات من المصلين في مسجد مصعب بن عمير السني في ديالى. واتهم التقرير صراحة عصائب اهل الحق بالمسؤولية عن الحادث مرددا بذلك بشكل ببغائي ما ذكرته بعض الاطراف السياسية في العراق ومن دون اي دليل. ورغم ان هناك نظريات اخرى تحمل تنظيم داعش الارهابي مسؤولية هذه المجزرة فان تقرير اليونامي السياسي لم يأتي على ذكر هذه النظريات ابدا وكانه لا وجود لها. ومع ان قيادات العصائب نفت نفيا قاطعا ان يكون لعناصرها اي دور في ما جرى في مسجد مصعب بن عمير فان التقرير يستخدم هذا النفي كدليل على ضلوع العصائب في المجزرة ولا ندري كيف وباي منطق اعوج يجري لي ذراع الحقيقة والعقل لتنفيذ اجندات طائفية خفية لم تعد تنطالي على احد. يقول التقرير: "ولكن الدوافع الدقيقة للهجوم على مسجد مصعب بن عمير لاتزال غير واضحة، والسناريو المرجح من اكثر ما يكون يبدو انه عناصر من عصائب اهل الحق في رد فعل على هجوم بمفخخة على رجالهم عبر الضرب بالسوط بشكل عشوائي على تمركز قريب للسنة. ونفي قيادة عصائب اهل الحق لمسؤوليتها عن الهجوم وترددها في ادعاء الملكية واستغلاله على المستوى الطائفي يبدو أنه يؤيد هذه النظرية. ولكنه لا يمكن تخفيض انه ربما كان هجوم منظما قامت به عصائب اهل الحق او فروعها بهدف اعادة دس انفسهم في سياق موازين القوى المتنقلة ورئيس وزراء جديد".
ويعود كتاب التقارير السياسية لينفثوا سمومهم واحقادهم في التقرير الذي يحمل تأريخ 01-08 سبتمبر 2014 حيث يقللون من خطر الدولة الاسلامية ويعظمون من خطر من يسمونها مرة اخرى بانها "الميليشيات الشيعية" حيث يقولون: "ولكن التحدي الاكبر في المدى البعيد ربما لا يكون داعش، ولكن القوة المتنامية والعنف للميليشيات الشيعية والذي فاقم من التوترات الطائفية في داخل البلاد". وهكذا لا يرى الطائفيون الامويون المروانيون في اليونامي ان الخطر الاكبر الذي يواجه العراق يتمثل في جرذان داعش بل في ابطال الحشد الشعبي الذين لبوا نداء المرجعية الرشيدة لرد خطر الدواعش الوهابيين عن العراق وشعبه سنة وشيعة ومسيح وايزيديين وكرد وغيرهم. ويعود التقرير ليتهم ومن دون ان يقدم اي دليل على ما يدعيه ابطال الحشد الشعبي الذين يصفهم بانهم "الميليشيات الشيعية" بارتكاب جرائم في حق اهل السنة.
والغريب ايضا ان تقارير اليونامي المنحازة طائفيا لا تذكر ابدا ضحايا قاعدة سبايكر الجوية، هؤلاء المئات من الضحايا الذين اغتالتهم يد الغدر والاجرام الداعشية والبعثية لا يثيرون لدى الطائفيين من المحللين السياسيين والمستشارين
السياسيين في اليونامي اي شفقة وكأن دمائهم رخيصة ولا تستحق ان تذكر او ان يهتم بها احد. هل يمكننا ان نقول ان المستشارين السياسيين في اليونامي يسترخصون حياة هؤلاء لكونهم شيعة؟
نحن لا نستغرب كل هذا الحقد والانحياز لاننا نعرف ان جهاز المستشارين السياسيين في اليونامي تسيطر عليه عصابة من اخواننا العرب الفلسطينيين الطائفيين ومن ذوي الميول البعثية وهو ما ذكرناه في العديد من المقالات التي كتبناها حول هذا الموضوع سابقا. هؤلاء الطائفيون وكبيرهم الذي علمهم السحر مدير المكتب السياسي مروان علي الكفارنة ومعاونه المدعو سفيان مسلم ومستشار ومترجم الممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة محمد خليل النجار الضابط السابق في جهاز امن محمد دحلان الفلسطيني المتعامل مع الموساد والسي آي ايه هؤلاء يستغلون مواقعهم في البعثة الاممية لتحريف التقارير السياسية بغرض تضليل الراي العام العالمي وتحريضه على شيعة العراق وتلميع صورة الارهابيين.