من الدفاع عن البوابة الشرقية الى حماية العالم.. الحروب مستمرة |
منذ ان بدأ ( صدام حسين ) حربه ضد ( ايران ) بحجة حماية الجناح الشرقي للأمة العربية كما قيل وقتها و الحروب في هذا البلد تأبى أن تتوقف , و بعد ان اسقطت الولايات المتحدة الأمريكية نظام الحروب العدوانية الصدامي حتى ظن الكثيرون ان زمن المعارك و النزاعات قد ولى مع صانع تلك المنازلات الى غير رجعة و ان عهد من الأستقرار و السلام سوف يعم البلاد و سوف تنعم بالازدهار و الرفاهية بعد سنوات عجاف من القهر و الحرب و الحرمان , الا ان شيئآ من هذا لم يحدث فقد فتحت ( امريكا ) حدود العراق على مصراعيه امام كل الناقمين على سياستها للتجمع هنا و لتكون الحرب الجديدة بين الأمريكان و اعدائهم في ( شوارع بغداد لا في شواع واشنطن و نيويورك ) كما قال احد الساسة الأمريكان بكل صراحة و وضوح لا لبس فيه و هكذا كانت تلك الحرب المدمرة تدور رحاها في شوارع بغداد و أزقة محافظات العراق كلها .
كان ان استجمعت ( ايران ) كل قواها مستعينة بحليفها النظام السوري الذي لم يدخر جهدآ في تجميع و لملمة عناصر من ( حزب الله ) اللبناني مع افراد من تنظيم ( القاعدة ) و تدريبهم و تمويلهم و ارسالهم الى العراق لمقاتلة الجيش الأمريكي و حلفائه هناك بعيدآ عن بلدانهم التي قد يلحق بها الخراب و الدمار ان حدثت تلك المعارك عندهم , و هكذا اجتمع الأضداد على هدف واحد هو محاربة الأمريكان والحاق الهزيمة بهم بغض النظر عن الضرر الجسيم الذي سوف يلحق بالعراق و شعبه و هذا هو ديدن السياسة دائمآ لا تعير للمفاهيم الأخلاقية و الأنسانية اي قيمة او أعتبار , و اخذ الجميع ينادي و يطالب برحيل القوات الأمريكية و من تحالف معها من الدول الغربية و اخراجها من العراق حتى اولئك الذين جاءوا معها و لولا مساعدتها لما اصبحوا قادة و حكام يديرون البلاد .
خرج الأمريكان من العراق و احتفل الأيرانيون و السوريون و جنودهم من ( القاعدة ) و ( حزب الله ) بالنصر المؤزر الذي تحقق بمساعدة من عملائهم العراقيين من تلك الأحزاب الأسلامية التي صنعت و نشأت بالاموال و الأرشادات الأيرانية و التي تنفذ تلك الأجندات الأجنبية و ان كانت على حساب الوطن .
لقد تيقن الحلف الأيراني – السوري ان لا حل للأزمة السورية المستعصية و المستمرة منذ اكثر من ثلاث سنوات الا بربطها بالعراق و جعل المشكلة في البلدين قضية واحدة لا يمكن الفكاك منها الا بحل واحد في الدولتين , فكان ان احتل تنظيم ( الدولة الأسلامية ) المشبوه المنشأ و الأهداف اجزاء واسعة من العراق في حركة مصطنعة لا معنى لها اذ هو أي هذا التنظيم لم يستطع من تحقيق هدفه كما يدعي في اسقاط النظام السوري بعد ليوجه سلاحه نحو العراق و يندفع لأحتلال اجزاء واسعة و مهمة منه و هكذا اصبحت القضية في البلدين واحدة كما خطط له الحلف الأيراني – السوري و بعض الساسة العراقيين في حل الأزمة السورية هو جعلها مشكلة مشتركة عراقية – سورية و هي لم تكن كذلك نظرآ للأختلاف الجذري في طبيعة النظامين القائمين في سوريا و العراق .
عندما اجمعت دول العالم على وجوب مساعدة العراق في حربه الجديدة ضد تنظيم ( الدولة الأسلامية ) و انه سوف يستهدف معسكرات و قواعد تلك المنظمة الأرهابية اينما وجدت و هي تتواجد في العراق و سوريا فقط و عليه فأن اي استهداف لهذا التنظيم في سوريا سوف يدعو بقية التنظيمات الأسلامية السورية على التعاطف معه و احتمالات كبيرة في ان تصطف معه في حربه القادمة ضد الأمريكان و حلفائهم و بالتالي سوف يدخل الغرب بأجمعه في حرب مع كل التنظيمات الأسلامية في سوريا مما يخفف من زخم الضغط الهائل على النظام السوري و يضعف الى حد كبير موقف تلك التنظيمات الأسلامية التي تشكل القوة الأكبر و الأكثر تأثيرآ ضمن الحركات المعادية للحكم السوري و انهيارها يعني نهاية للأزمة السورية و هذا ما يراد له ان يتحقق و لكن سوف يكون ذلك على الأرض العراقية ايضآ و سوف يدفع الشعب العراقي من جديد دماء أبنائه وممتلكاتهم و ثرواتهم في سبيل الدفاع عن مصالح الآخرين كما حدث في مرات عديدة .
الى هنا و يظل السؤال الأهم قائمآ منذ عشرات السنين و لم نجد اجابة شافية له , هل ستكون هذه الحرب هي الأخيرة على الأراضي العراقية ام ان هناك بقية من حروب قادمة ؟
|