ما الذي تسعى خلفه فرنسا من وراء دعم العراق ؟؟؟

ربما يتناسى الكثيرون إن فرنسا كانت إحدى الدولتين الرئيسيتين اللتان أبرمتا اتفاقية سايكس بيكو لعام 1916 التي قادت لتمزيق أملاك الإمبراطورية العثمانية وتوزيعها على الدول الاستعمارية وإنها استعمرت دولا عربيه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لازالت بصماتها الثقافية والسياسية واضحة عليها مثلما دعمت إسرائيل منذ تأسيسها وزودتها بالبرنامج النووي الوليد وشاركت في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ولم تنسحب من الجزائرمنتصف الستينات بفعل حكمة ديغول ألا وقد خلفت وراءها مليوني شهيد .وقد بدأت بعد حرب عام 1967 تبحث عن حلفاء لها في العالم العربي أي قبل عام من انسحاب بريطانيا من الخليج العربي .
في عام 1974 بادر الرئيس العراقي احمد حسن البكر لدعوة رئيس الوزراء شيراك عندما كان دستان رئيسا للجمهورية الفرنسية لزيارة بغداد حين اتجهت أسعار النفط للصعود بعد حرب تشرين وكان العراق متوجها نحو خطه تنميه كبيره ونجح البلدان حين زار صدام باريس في العام التالي من التوقيع على اتفاقيات طموحه وخطيرة لم يبخل فيها صدام بالسمك المسكوف على صديقه شيراك الذي وصف دكتاتور العراق بانه( ديغول العرب )ووقع معه اتفاق إنشاء (مفاعل تموز النووي) وطائرات الميراج وانشاء مطار بغداد الحالي وعقودا تسليحية بالمليارات خلال الحرب ضد إيران ... لم تبخل فرنسا ميتران حينها على العراق حتى بطائرات (السوبر اتندر )وصاواريخ اكزوزيت التي أحرقت ناقلات النفط الإيرانية وأكياس الدم التي ظهر انه بعضها كان يحوي فيروس الايدز الذي انتقل لمئات من جرحى الجيش العراقي.
ورغم ذلك لم يصغ صدام لدعوات ميتران له بالانسحاب من الكويت بدون قيد واشرط قبل ان تنظم باريس للتحالف الدولي ضده حينها استقال وزير دفاعها احتجاجا على ضرب العراق . ان فرنسا تلعب اليوم نفس دور بلير في دعم واشنطن في حربها ضد الإرهاب عام 2002 وما تلاها حين عارض شيراك خطط بوش لاحتلال العراق . وهي أظهرت حماسة وفعالية تفوق بريطانيا في أزاحه القذافي وتصفيته بعد ان كانت من اشد حلفاءه و فعلت نفس الدور مع بن علي في تونس في إطار مشروع الربيع العربي وكانت الأكثر عداءا لنظام الأسد في سوريا على مدى ثلاث سنوات ونصف رعت ودربت المعارضة السورية وزودتها بالسلاح المتطور الذي انتقل قسم منه لداعش وهي ترعى بحماس مشروع نقل نصارى العراق نهائيا الى فرنسا خاصة سكان سهل نينوى الذي يخطط الأكراد للسيطرة عليه لغناه بالنفط 
لقد نجح البرزاني في أقامه علاقات قويه مع باريس التي لا تخفي رغبتها بدعم انفصال الأكراد حين سيعلن وقد أرسلت مئات من قواتها لكردستان بينهم ضباط مخابرات ربما قبل توجه داعش صوب مدن كردستان وزودتهم بأسلحة متطورة من بينها عتاد قادر على اختراق الدروع بيسر وبعض هؤلاء يقودون البيشمركه . لكن هولاند الذي وصلت شعبيته لأدنى مستوى لها يراهن على الحصان الأمريكي لإنقاذ حزبه وشعبيته ولعب دور إقليمي خلف قياده اوباما ضمن مخطط لا يعرف احد إبعاده ونواياه في الشرق الأوسط خاصة بالنسبة لسوريا ولبنان ووحده العراق فباريس كغيرها من عواصم الغرب تبحث عن مصالحها التي لابد ان تغلف بخطاب أخلاقي وأنساني ومن هنا ياتي مؤتمر باريس الذي تنظر له بعض الإطراف الإقليمية والدولية بريبة وتشكيك وتذكر دائما بدور فرنسا في علاقاتها مع العالم العربي بينما يبحث العراق عن عمق دولي يخلصه من عصابات ارهابية تحتل ارضه ...لكن اي ثمن سيدفع العراق ؟؟؟.