سلاح بيد الدولة.. أم دولة بيد السلاح!!؟؟ |
تابعت قبل يومين لقاءا للقناة العراقية مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ولم يحالفني الحظ في مشاهدة اللقاء بالكامل وقد استمعت وشاهدت الفقرات الاخيرة منه وكان كلامه منطقي وجميل وفيه احلام وردية وتذكرت ان كلام السيد العبادي يشبه في بعض فقراته الكلام الذي أتخم به السيد المالكي اذاننا بوعوده طيلة الثماني سنوات التي أشبعنا فيها حسرة على محاسبة مسؤول واحد فاسد وهو الذي قال ان عام2008 سيكون عام القضاء على الفساد وكل المؤشرات تقول ان عام 2008 كان من اشد الاعوام فسادا وهدرا للمال العام في كل شيء. نعم كان السيد العبادي يقول كلاما منطقيا وجميلا وفيه من التفاؤل الكثير ولكن أين التطبيق؟ والكل يتفق ان العبرة في الفعل وليس في الكلام.. وكنت اسمع مايقوله العبادي واسقطه على الواقع بعد كل فقرة يقولها حيث ركزت على ماجاء بكلامه على فقرة القضاء على الفساد وأتصور ان السيد العبادي سيكتفي أيضا مثلما كان يفعل السيد المالكي بتشكيل لجنة لمتابعة الفساد وراء كل فضيحة فسادية يصعد بها العراق عدة (بايات) الى سلم الفساد حتى إحتل المركز الثاني كأفسد بلد في العالم ومازالت اللجان تبحث عن الفساد الى يومنا هذا خاصة فضيحة صفقة الاسلحة الروسية.نعم العراق يحتل المركز الثاني في أعلى نسبة فساد في الوقت الذي نجد ان كل المسؤولين في الدولة العراقية من رئيس الوزراء الى أصغر مدير في دائرة هو يصوم ويصلي ويدعي مخافة الله ويستشهد بحديثه دائما بآيات القران وأقوال النبي (ص) وال بيته الاطهار عليهم السلام . وأعود الى فقرة أخرى من اللقاء حيث أجاب عن سؤال حول حصر السلاح بيد الدولة وهذا أمر صعب وأصعب من القضاء على الفساد حيث قال ولا أعرف على أي شيء إستند بقوله إن جميع السلاح في العراق تحت سيطرة الدولة. وهذا خلاف الواقع فهناك مئات الالاف من قطع السلاح من المسدس الى الدبابة جزء كبير منه هو خارج سيطرة الدولة والكل يعترف بذلك وهذا هو الخطر الكبير ومثال على خطره لو ان عشيرة في منطقة ما نجم خلافا لها مع عشيرة مجاورة فستستخدم في المعركة كافة الاسلحة وكافة الصنوف لان السلاح غير مسيطر عليه.. وللسيطرة عليه يجب ان تشرع قوانين صارمة ضد من يحملون السلاح غير المرخص وان تكون الرخصة لنوع واحد من السلاح ليس (للهاونات والار بي جي سفن والدوشكة والمدفع الثقيل) وان تشرف مؤسسات مستقلة على نزع السلاح وترخيصه.. صحيح ان البلد يواجه ارهابا دمويا كداعش والقاعدة ومن لف لفهم ويحتاج المواطن السلاح الذي يدافع به ضد الارهابيين والقتلة وهذا لايختلف عليه أحد ولكن وجود السلاح بيد المدنيين دون سيطرة عليه سوف يؤدي الى ماهو أخطر من داعش وغيره. نحن الان (دولة بيد السلاح) وعلينا ان نتعاون جميعنا كعراقيين لكي نخرج من هذا المأزن ويكون لدينا (سلاح بيد الدولة).. ندعو الله ان يوفق السيد حيدر العبادي في مهمته الصعبة وان يتعاون جميع العراقيين بطوائفهم ومناطقهم وكتلهم وأحزابهم للقضاء على ظاهرة حمل السلاح دون سيطرة الدولة أو دون ترخيص ولننعم ببلد امن يعيش به الجميع وينعم بخيراته الجميع. |