الازدواجية في المعاير التي نعيشها اليوم – هي كل مشاكلنا - الاصلاحية العربية بين التقليد والحداثة

اصل الموضوع فكري يبحث عن الاصلاح في الفكر العربي المعاش لدى صناع هذا الفكر من مفكرين عرب قدامى ومحدثين , الغاية منه استهاض دور هؤلاء المفكرين من اجل النهوض بواقع الشعوب العربية الحالي " فقر – جهل – مرض – تخلف " . 
ان البحث في مثل هذه المواضيع الفكرية , يتضح للبحث للحظة الاولى ان الفكر العربي الحديث يصنف الى صنفين اساسيين تنطلق منهما اسس فكرية كثيرة من خلالها تعطي تصورا للواقع ومستقبل هذا الفكر في بناء الدولة الحديثة ,وصنفين هما :- " الفكر العربي السلفي " , " الفكر العربي الليبرالي " .
عند النظر لهذين الفكرين نجد انهما متشابهين في كثير من القضايا , وقد لا يميز بينهما ,لكن في الغوص بدقائق مبادئ كل فكر على جهة سوف نجد هناك اختلاف كبير جدا بالطروحات والنظريات والآراء التي يتبناها كل من هذين الفكرين .
الفكر العربي السلفي يؤمن بقضية اساسية وجوهرية ويعتبرها منطلقا ينطلق منها الى افكار واراء ونظريات يعمل بها مستقبلا الا وهي " الايمان " الامان بالله سبحانه وتعالى اساس هذا الفكر , ومتى ما حدث الايمان بالله ينتقل الى مرحلة تبني رسالة سماوية سمحاء , والفكر العربي تبنى الاسلام كرسالة سماوية . ومن الملاحظ على الفكر العربي السلفي انه يؤمن بالإسلام الاصيل او الفطري الى حد ما , ولا يؤمن بالإسلام التقليدي نهائيا , ويتبنى في بعض الامور الاجتهاد من اجل الوصول الى الاسلام الاصيل .القائمين على هذه الافكار ومتبنيها يرون انفسهم مسلمين و باقي الناس بالجهل , لانهم وحسب افكارهم ان جمهور الناس من العامة وهم بالأصل مسلمين تقليدين , وهنا وجب على هؤلاء المفكرين الاخذ بيد هؤلاء والرقي بأفكارهم حتى يصبحوا مسلمين اصيلين لا تقليدين .
اما بخصوص " الفكر العربي الليبرالي" مبادى هذا الفكر يختلف جذريا عن الفكر السابق , من خلال انه يؤمن برؤى فكريا تتعدى الدين نفسه الى الطبيعة , وعلى هذا الاساس بنيت افكار ونظريات ومبادى له منها نظرية العقد الاجتماعي ,اضافة انه يؤمن بالمواطنة والقومية والديمقراطية كأساسات لانطلاقاته الفكرية عكس التيار الفكر السلفي الذي لا يؤمن بالوطنية ولا القومية ولا الديمقراطية , لأنه يعتبر دعواته دعوات اممية لا تنحصر في اطار ضيق كهذه المفاهيم , اضافة انه يعبرها مفاهيم وقيم دخيلة على الواقع العربي الشرقي من الحضارة الغربية , لكن في بعض الاحيان وللضرورة القصوى نجد التيار الفكري السلفي يتعامل مع هذه المفاهيم – ديمقراطية – قومية , بسبب مقتضيات الحاجة الملحة ومواكبة العصر , وفي نهاية المطاف يمقت تلك المفاهيم ويرفضها جملة وتفصيل.