أيهما الوطنية: أغنية "إعزاز" أم "طكت لو ما طكت"؟

الصديق الإعلامي أحمد الهاشم استضافني أمس مشكورا على الهاتف في برنامج "بالعراقي" الذي يبث الليلة على "الحرة" للتحاور حول ظاهرة "الأغنية الوطنية". موضوع مهم وطروحات جريئة تركت بداخلي أسئلة لم يسع الوقت للحديث عنها: هل هي أغان "وطنية" حقا ومن منحها تلك الصفة؟ هل يكفي انك لو وضعت اسم الوطن في أغنية ما صارت وطنية؟ وهل إرضاء هذه الطائفة او ذلك الحزب او حقن عضلات تلك الجماعة بالمدح الزائف، وطنية؟
حاصرتني قناعة بان كثرة هذه الأغاني وانتشارها في بلد تحت غطاء الوطنية" تعني ان البلد على حافة الخراب. ما اقلها في الكويت والامارات وعمان، كمثال، وما أكثرها بالعراق وسوريا وليبيا. واضح ان انتشارها ينمو عكسيا مع حالة الاستقرار. فان زاد قلّت، وان قلّ زادت.
اعود لإلصاق صفة الوطنية ببعض الأغاني. من وجهة نظري خلصت الى ان الأغنية التي يحبها أغلب او كل أبناء مكونات الشعب تستحق ان تسمى وطنية. فأغنية "إعزاز" لياس خضر، مثلا، يحبها الأكراد حتى تكاد لا تخلو سيارة أجرة واحدة في كردستان منها. كذلك تجدها محبوبة عند اهل الموصل والفلوجة وتكريت. وفي الجنوب أتوقع الأطفال قبل الأمهات يعشقونها. فمن هي الاغنية الوطنية "طكت لو ما طكت" أم "إعزاز"؟ وهل هي "ابن اختك معرض" أم "يا حريمة"؟
الاغنية لا تستحق صفة الوطنية مالم تكن كنهري دجلة والفرات يسقيان الكردي والعربي والتركماني، السني والشيعي والشبكي، المسلم والمسيحي والصابئي والأيزيدي، بمحبة وسخاء.
ابحثوا عن أغاني الوطن في قلوب الناس وليس في الفضائيات.