ميراث الاباء للابناء في عدل ولاة المنطقة الخضراء.. الحلقة الخامسة عشرة |
في لبة المعاناة و الحروب و الهجرة ، و طلايب العراق المعرة ، قرر حطامة ابن الاغبر البغدادي اصدار جوازه و الاستعداد للطفرة ، ليترك كل شبرٍ منه سواء في بغداد او اربيل او البصرة . فجمع الاربعة المقدسات ، و صور الاوراق و البطاقات ، و خرج في اول ضياء من يوم عراقي اخر الى دائرة الجوازات . و لما كان الطابور خارجا من ساحة الاندلس واصلا الى ساحة الواثق ، فقد تحمل ابن الاغبر ذلك ، و لما وصل الى الشباك ، وسط التدافع و الزحام و العراك ، بان امام عينيه وجه الضابط المسؤول ، بوجهه المتفح ، و وجنتيه المتورده ، فقدم ابن الاغبر اوراقه اليه ، و لما راها الضابط الشاب ، اقطب حاجبيه في ارتياب ، و قال لابن الاغبر : اذهب فطابق صورة الجوازِ .. فرد ابن الاغبر : و غادر ابن الاغبر الى الجنسيه و قضى بها نهارا وجد السره من ساحة عدن الى ساحة الوثبة حتى اتم تغيير هويته الى صورة بخلفية بيضاء كشر بها ابن الاغبر عن اسنانه ، فقد اراد الابتسام بصورة الجواز لتصل ابتسامته الى شعوب العالم التي ستستقبله و زوجته المكروده بنت المظلوم . اذهب الى شهادة الجنسية .. فقام ابن الاغبر بعمل (تحديد الكل) للسلطات و اطلق لسانه شاتما ، و ذهب الى دائرة شهادة الجنسية فوجد السره قد وصل من ساحة عنتر الى ساحة الحمزه ، و لما اتمها عاد الى الجوازات و وصل الى الضابط ، فنظر بها و قال : اذهب الى المصرف و اصنع صكّا .. فطكت مرارة ابن الاغبر و ثار الدم بوجهه ، و امسك فايله و جعله الف وصلةٍ و وصله ، و شك زيكه و هلهل في وسط الحشد : طككتوا روحي فاحتملتم طكتي .. ولما همّ بمغادرة الجوازات التقى صدفةً بصديقه عوانة ابن الاشعث و قد احتفل باستلامه جوازه ، فساله عن سبب انجازهم له فقال له ابن الاشعث : بحبحتُ للضابطِ ورقاً حمرِ .. فلما سمع حطامة ذلك قال قاصداً الجوازات : يا اسرع الناس ، الا في (معاملتي) .. و بقي ابن الاغبر بلا جواز ، فيما كان بنو الخضراء يحملون جوازا عراقيا و اخر اجنبيا على الاقل ، مع جواز دبلوماسي !!
|