أسكوتلندا.. لا لتجزئة العالم

بعد فرز الأصوات في إثنتي عشرة مدينة في أسكوتلندا ، حتى ساعات الصباح الأولى ، يبدو أن حملة " نعم لاستقلال أسكوتلندا " قد مُنيت بخسارة في الإستفتاء الشعبي على انفصال الإقليم عن المملكة المتحدة ، إذ لم تصوّت بنعم من هذه المدن سوى مدينتين ، بنسب متقاربة جداً .
و يحاول الإنفصاليون بزعامة الوزير الأول ( رئيس. الوزراء ) أليكس سالمند تبرير علوّ صوت الرافضين للانفصال خلال الاستفتاء بما يدعونه من تخويف مارسته المؤسسة البريطانية الحاكمة في ويستمنستر بلندن للمواطنين الأسكوتلنديين طوال أسبوعي حملات الاستفتاء من انهيار المال و الصناعات و التجارات في الإقليم عقب استقلاله بسبب الإنسحاب المتوقع لكبار البنوك و الصناعات من الإقليم ، و افتقاره إلى عملة وطنية و صورة واضحة للمستقبل .
و إذا كان لهذه المفردات تأثير لا يُنكر على قرار المواطن الأسكوتلندي خلال الإستفتاء ، فمن الجليّ ان الأمر يتجاوز هذه السطحية إلى خشية مفهومة من قلب الأمور رأساً على عقب في إقليم لم يعرف له هوية غير الهوية الوحدوية مع المكونات الأخرى للشعب البريطاني طوال 307 أعوام ، حتى أن لغته المحلية " الگيلكية " ذابت تماماً في لغة البلاد الموحدة ( الإنگليزية ) .
قد تتغير النسب بين لحظة و أخرى ، مما يغيّر الشكل النهائي لنتيجة الإستفتاء ، لكن الطريف أن المدينتين اللتين صوتتا بنعم و بنسب متقاربة جداً ، هما من معاقل الإنفصاليين ، و كان متوقعا أن يكون الفوز لحملة نعم فيهما ساحقاً !
أستطيع التكهّن بثقة و أنا أهمّ بالنوم بعد الرابعة صباحاً بقليل ، بأن الشعب الأسكوتلندي اختار البقاء ضمن المملكة المتحدة ، و بذلك لعب دوراً جوهرياً في الحفاظ على الخارطة العالمية من التفكك !