الخروج من نظرية المؤامرة

يقول مطلع الابوذية: "ثجيلة كارتي ومامش وكة الها.. بهيمة ولا عرب يمي وكلها"اذن عندما يثقل حمل ما على انسان (كارة) وليس لديه ما يقيه قسوة هذا الثقل (وكة) فالحل الاول الذي يفكر به، هو اللجوء الى الناس، مستعينا بهم من حوله، والا فإنه في صحراء (هيمة) الامر الذي يتنافى مع مبدأ اناسة الانسان، انتماءً لمحيطه.يتعزز ذلك بمقولة ليزي فيلاسكويز.. اقبح امراة في العالم: "عند عجز الانسان عن بلوغ ما يطمن حاجته، يطلب المساعدة من الاخرين، وما يتعذر عليهم يلجأ به الى الله".احيانا الضعيف يتفضل على القوي، حين يستجير به، تعزيزا لقوته، وفرصة لاثبات افضليته، مثلما الابن والزوجة، متفضلان على الاب حين يسمحان له ان يدللهما.والعراق، يتردى في مهاوي الخيارات مستريبا بالاخرين.. يحارب جيرانه ويعادي الكرة الارضية من القطب الى القطب، منذ حل الجيش على مقاليد السلطة.اما آن لهذا الفارس ان يترجل من حيث علقه العسكر على صليب الحروب من الداخل مع الذات ومن الخارج مع الآخر.تدخل زيارتا النجيفي الى قطر والجعفري الى السعودية، ضمن تطبيع علاقات العراق المتشنجة مع المحيط الانساني، بحكم تلاحق اهواء الطغاة المهووسين ببسط النفوذ أخافة للاخرين بدل نشر الاحترام محبة تتكامل بالاخر.زار اسامة النجيفي.. رئيس مجلس النواب دولة قطر، وزار د. ابراهيم الجعفري المملكة العربية السعودية، في ظل وضع داخلي شديد الالتباس، حد الفاجعة، كنوع من محاولة التفاهم مع الاطراف القادرة على مد يد العون، للسائر في صحراء بحمل ثقيل، كي لا يهده التعب سحقا تحت ثقل (الكارة).يحتاج العراق، مد صلات ايجابية، وليس تآمرية، مع المحيط الانساني دوليا ومحليا، مفتتين عقدة المؤامرة التي جعلتنا نستريب بالدول من حولنا، منذ انقلب العسكر على الدستور، يمزقونه ثائرين.نتمنى ان يتوصل النجيفي الى تسوية وطنية مع قطر ويشذب الجعفري ما تيبس من ورق الشجرة الوارفة بين السعودية والعراق؛ وبهذا ينتشل الرجلان المجتمع العراقي من عقدة المؤامرة، النابعة من نظرية، يفتعل لها تطبيقا، بتأويل تصرفات الاخرين.. المقصود منها والتلقائي، والعامد والسهو، والمخطط له وغير المخطط.اذن اولى الخطوات العملية للخروج من الازمة الراهنة بين الحكومة والمحافظات الغربية، هو تفتيت عقدة المؤامرة، بالتفاهم مع الاطراف المشمولة بها، والتبسط في حل المشكلة بمجالسة القادرين على تقديم خدمة تعيننا على اجتياز المحنة، ما يخرج بالعراقيين من نظرية المؤامرة، ويطيب ظنهم بالاخرين فينعش حياة الاسترخاء داخليا، بدل ضغوطات الشد النابعة من الشعور بخطر خارجي يتضافر مع عوامل داخلية لاقلاق رفاهنا.نخرج من نظرية المؤامرة، الى التفاهم الايجابي مع الاخرين.. نسمع منهمن اصغاء، ونسمعهم قولا، بالوصول الى لغة واضحة في الحوار.. داخليا وخرجيا.لذا اجد ان تعزيز زيارتي الجعفري للسعودية والنجيفي لقطر، بوفد بعثه المالكي الى تركيا، كفيل بتسوية ازمة اعتصامات المحافظات الغربية، بشكل ايجابي، يقوم اداء الحكومة، ويضم ابناء العراق كافة، الى الصف الوطني.