أبو الأسود الدؤلي وثقافة القضاء العادل

للباطل جولة وللحق دولة ,ليست هنالك مشكلة عندما نخسر حرب ,فالحرب هي اما انتصار أوهزيمة ,فالعبر كيف نستفيد من أخطاء الهزيمة ونعيد ترتيب صفوفنا ومعالجة الأخطاء الموجودة بنظرة واقعية وموضوعية ومهنية بعيدة عن التحزب والفئوية الضيقة ,ونعد العدة للمعركة مع الإرادة والاصرار على تحقيق النصر والاهم هو ان تكون لدينا قضية نؤمن بها حتى نستطيع العبور لبرالامان , المشكلة الحقيقية هي عندما نفقد قيم التربية التي ربينا أطفالنا عليها في المدارس ,ونغذيهم بثقافة العداء والكراهية اتجاه الطرف الاخر ,ونخسر القضاء وبالتالي سنخسر هيبة الدولة,وسنعطي الضوء الأخضر لأن يتحرك اللصوص ويسرقون ويرتكبون الفواحش في وضح النهار لان هناك من يغض النظر عن سوء الأفعال والممارسات ,عندما تغيب العدالة ستظهر فلسفة ثقافة الظلم ,وتسلط القوي على الضعيف , ليتأسس منهج الفوضى واللجوء الى القبلية وحل النزاع بطرق غير قانونية ,وسيلجئ المظلومين لأخذ حقوقهم بوسائل وأساليب لا تمت بصلة للحضارة والمدنية , فحادثة ابو الأسود الدؤلي وهو من حواري الأمام علي (ع) الذي ولاه إمارة البصرة في خلافته، وشهد معه وأقعتي صفين والجمل ومحاربة الخوارج,ومن سادات التابعين وأعيانهم وفقهائهم وشعرائهم ومحدثيهم ومن الدهاة حاضري الجواب وهو كذلك نحوي عالم وضع علم النحو في اللغة العربية وشكّل أحرف المصحف ،ووضع النقاط على الأحرف العربية،ويلقب بلقب ملك النحو لوضعه علم النحو,كل تلك المناقب لم تشفع للدؤلي عندما عزله الامام علي من القضاء ,وظل يبحث عن السؤال طوال حياته الى ان جاء للأمام وهو مسجى على فراش الموت قائلاً: لم عزلتني وما خنتُ ولا جنيت؟ قال(عليه السلام): ((إنّي رأيت كلامك يعلو كلام خصمك)) والمرأة التي اعترضت على الوالي، في قصّتها المشهورة؛ وهي سودة بنت عمارة الهمدانية ,فقد شكت هذه المرأة جور الوالي إلى أمير المؤمنين(عليه السلام)، فأخذ الإمام يبكي ويقول: ((اللّهمّ أنت الشاهد عليّ وعليهم، إنّي لم آمرهم بظُلم خلقك، ولا بترك حقّك)) ثمّ عزله في الوقت, لقد عزل الامام القضاة ليرسم لنا طريق عادل للقضاء ,وليمنع ثقافة الخوف والخنوع في المجتمع عندما يتوجهون أصحاب الظلامات للحكومة لأخذ حقوقهم وليحرر الناس من منطق العبودية والاستعباد لمن يريدون ان يغيروا وجه الحقائق والوقائع ,