محاولة لتأويل "المارد المعنوي"


دعونا نتفلسف قليلاً، في لحظة موتنا المجاني، موتنا المشوّه التعس.. انحيازاً للوازع الإيجابي، أحاول خلق تأوياً مغايراً لمصطلح "المارد المعنوي" أحد التركيبات اللغوية التي أطلقها الجعفري خلال فترة حضوره السياسي.. المعنى الأكثر موضوعية باعتقادي هو "السطوة العملية المشبعة بالمعنى العقلاني".. كيف يعني؟ 
يعني أن يصل الوعي الجمعي إلى درجة من النمو، تجعله قادراً على فكيك المشهد وتأمله بتجرّد من القناعات المسبقة، مرحلة من النمو تجعل الناس تفكر من أجل إيجاد إجابات منطقية، لا لترسيخ الإيمان السابق. وبذلك تكون طريقة التفكير تقود حتماً إلى امتلاك قوة الحجة وسلطة الرأي الحق وعدالة القضية، مع حيّز للمراجعة، لمنع التعسف في إستخدام الحق، ذلك هو "المارد المعنوي".. تلك مثالية بالتأكيد، مناقضة تماما لطريقة تفكيرنا الحالية، التي هي ربما "مارد عبيط" يقسو على نفسه، ويمنح خصومه تبريرات القضاء عليه، مارد تقوده الهواجس الوضيعة، مارد يتباهى بالمظلومية، مارد شكلي، يخلو من المعنى. 
حين نكفّ عن تحشيد الأعداء ضد أنفسنا، خصوصا ونحن في أضعف حال، ذلك هو المارد المعنوي.
"المارد العبيط" سيقول الآن: أنت تحاول أن تلمّع الجعفري.
"المارد المعنوي" سيقول: نحن بحاجة إلى تحويل القول التافه إلى معنى ناضج.