عندما يكون الإلحاد دولة ح1 صورة ملخصة عن هذه الدولة
 
حلم كل صاحب فكرة أن تكون هذه الفكرة دولة ليس لأسباب سياسية فقط بل لضمان الانتشار والرعاية والتطبيق.
فعندما يكون الإلحاد دولة كيف سيكون شكل هذه الدولة؟
وهل هناك نماذج لدول إلحادية معاصرة؟
ولكي  نسير في البحث بطريقة منطقية ينبغي طرح مجموعة أسئلة ثم الإجابة عليها، وهذه الأسئلة هي:
هل سعى أو يسعى الملحدون لتأسيس دولة؟
على مستوى الطموح لا شك في وجود ذلك، أما على مستوى التطبيق فيمكن وفقاً لبعض المعايير اعتبار دولة الاتحاد السوفيتي السابقة دولة إلحادية ، وكذلك دولة ألبانيا في فترة من فتراتها دولة إلحادية، وكوريا الشمالية، والصين إلى حدٍ ما بوضعهما الحالي دولٌ إلحادية. وسنتحدث عن ذلك بتفصيل اكثر لاحقاً.
أما تصنيف بعض الدول الأوربية على إنها دول إلحادية كما في السويد والنرويج وغيرها اعتماداً على ارتفاع نسبة الملحدين فيها وفقاً لبعض الإحصائيات فهو مما لا يكمن القبول به لأن موقف هذه الدول الرسمي من الدين واضح .
ما هو شكل نظام الحكم في دولة الملحدين؟
لم أجد وفقاً لما لدي من مصادر رؤية توضح شكل نظام الحكم المرغوب به إلحادياً ، وقد يتصور البعض إن النظام الديمقراطي هو النظام المفضل لدى الملحدين ولكن الواقع العملي في الدول التي ذكرناها وبالمقارنة مع رغبة الملحد القوية في تبني أفكاره ورفضه للآخر بقوة فإن خيار الديكتاتورية هو الخيار المفضل إلحادياً، ولا ننسى التطورية الاجتماعية التي تبرر لتفوق عنصر بشري محدد على غيره وفقاً لقاعدة البقاء للأصلح.
 
هل ستراعى حقوق الإنسان في ظل دولة إلحادية؟
سيتم التركيز على الحقوق المضيعة وفقاً للتصورات الإلحادية وقد عبر الكثير من الملحدين عن ذلك في تصريحات أو كتابات، ومن هذه الحقوق المضيعة حقوق المثلية وحقوق حرية الجنس وغير ذلك، وسيتم إلغاء حرية المعتقد وحرية التعبير عن الآراء التي يصنفها الملحد على إنها دينية بغض النظر عن صدقها (ستتضح الصورة أكثر في الحلقات القادمة عند ذكر الأمثلة).
كيف يتم التعامل مع أتباع الأديان في ظل دولة إلحادية؟
سيتم قمعهم بشدة ولا ابالغ إذا قلت سنشهد محاكم تفتيش إلحادية، وستتضح الصورة أكثر عندما نتحدث في إحدى الحلقات عن رابطة الملحدين العسكرية على سبيل المثال.
أين مصير الأخلاق في ظل دولة إلحادية؟
مفهوم الأخلاق مفهوم مطاط وفقاً لما يؤمن به الملحدون من نظريات...
1-لورنس كرواس يشرعن زنا المحارم!

2-ريتشارد دوكنز يؤيد قتل الأطفال اذا كانوا مصابين بعاهات أو يمكن أن يصابوا!
3-دوكنز يدافع عن اغتصاب الأطفال ويقول إنه لا يسبب ضرراً دائماً!
 
وغير ذلك من الأمثلة.
 
الخلاصة في ظل دولة ملحدة ستزدهر حقوق المثلية والجنس والتعري والاغتصاب والقتل للفاشل تطورياً وأشباه ذلك، وستضيع حقوق حرية المعتقد والحرية الدينية وسيتم قمع كل رأي يخالف وجهة النظر الإلحادية أي إن الدولة الإلحادية ستتصرف كما هو حال الدولة الثيوقراطية التي كثيراً ما ينتقدها الملحدون والفرق فقط في المصاديق.