لا زالت دمائنا جارية |
حينما يستباح الدم, وحينما تتعالى صيحات المفجوعات, وتتعالى صرخات الثاكلات, ويشق السماء أنين اليتامى, حينها لن تجدي الكلمات, ولا مجال للتعبير أن يفي حق وصف الألم والمرارة التي ترتسم على وجوه الناس البسطاء لما يحل بهم. قد يكون السياق الأدبي للكتابة, والرسم الأنيق للكلمات, عالما ورديا, وانتقاء العبارات سيكون من الترف, فحجم المصيبة أعظم وخطبها أفدح, فدماء أبناء بلدي تستباح بمشاهد قتل جماعي لا تفرق بين الكبير والصغير والرجل والمرأة, وكأنما الموت على بلادي ارتسم, ولا مناص من ملاقته طالما أن هناك أشخاص فقدوا إنسانيتهم وفقدوا إحساسهم بالمواطن لأنهم تسنموا قمة هرم القيادة. تسيل الدماء ولا نرى رادعا من قبل الحكومة وقواتها الأمنية, الإرهاب والإرهابيون يغيرون خططهم وتكتيكاتهم, والحكومة لازالت بخططها الفاشلة وتكتيكاتها الرتيبة, وكل هم مسئوليها أن يخرجوا بعد التفجير ويعلنوا حصيلة شهداء وهمية لتقليل الواقع. إن مما يدمي القلب إننا لم نجد من يقول أنا المخطئ وأنا المقصر واعتذر للشعب العراقي, ولا نجد من يشخص الخلل أين, والكل يتكلم عن ملفات بحوزته ولا اعرف إلى متى ولمن يدخر هذه الملفات التي تدين بعض المسئولين وتثبت تورطهم بالإرهاب "بس يمكن ظاميهن لوقت الشدة" يا سيادة المسئولين عهركم السياسي واهتمامكم بتزيين مؤخراتكم العفنة وأسنانكم الارنبية ووجوهكم القبيحة وأرداف نسائكم المترهلة وشد صدورهن النتنة بأموال الشعب العراقي هو من جعل الدماء تسيل وانشغالكم هذا أنساكم هموم الناس وانشغلتم بالملذات. أتعلمون أيها الحاكمون؟ أنكم أسوء نخبة سياسية تحكم بلد, وأنكم أكثر الناس خيانة لبلدهم, وإنكم أتفه من أن يقال عنكم سياسيين, وانتم أدنى من أن يقال عنكم رجال. فيا أشباه الرجال, ويا لاعقي فضلات بلدان الهمج الخليجي والسقوط التركي, ويا أذناب السقطة والفساق تعسا لكم ولما تحكمون, تعسا لكم, ويا لِعاركم لما قدمتموه لبلدكم. اعلموا إنا عليكم ساخطون, وعلى أفعالكم ناقمون, ولزوالكم منتظرون, فانتم عما قريب ذاهبون, وسيبقى العار والشنار يلاحقكم أينما كنتم, وستظل دماء الأبرياء تؤرق مضاجعكم, يا عبيد المال وعبيد الغانيات. إن قلوبنا كلمى والجرح لما يندمل ودماء شهدائنا لم تجف, وصرخات ثكلنا لا زالت مدوية, ولكن حبنا لبلدنا وحرصنا عليها يزداد وشوقنا لتحررها منكم يستعر, وأمنياتنا تبقى ترتسم على شفاهنا أغنيات جميلة ولن نفكر بكم أيها السياسيون لأنكم زائلون.
|