البصرة شمهودة العراق .. الجزء الرابع.. بقلم/ كاظم فنجان الحمامي


العراق تايمز: كتب الخبير البحري كاظم فنجان الحمامي..

دعونا نتكلم الآن عن أفضل أبناء البصرة الذين لا يضاهيهم أحد من حيث الخبرة والكفاءة والمهارة في المضمار النفطي، ولا يضاهيهم أحد من حيث سجلاتهم النفطية الميدانية المؤطرة بالانجازات الكبيرة.
هل تعرف الحكومة العراقية المهندس الكبير (فاروق عبد العزيز القاسم)، الذي تعزا له الاكتشافات النفطية الهائلة في بحر الشمال، ويعود له الفضل في تأسيس شركة النفط الوطنية النرويجية (Statoil)، وهو الذي أطلق عام 1996 فكرة إيداع إيرادات النفط النرويجية في صندوق توفير خاص يضمن حصة كل مواطن نرويجي، وهو الذي اقترح على الحكومة النرويجية اعتماد ضوابط ثابتة صاغها بنفسه لضبط مسار التعاملات النرويجية المحدود مع الشركات النفطية الأجنبية، فكان له ما أراد، وصادق عليها البرلمان وصارت من التشريعات النافدة في النرويج. وأصبح هو المدير العام لإدارة الموارد النفطية في عموم الرقعة الجغرافية للنرويج، للمدة من نيسان (أبريل) 1973 إلى كانون الأول (ديسمبر) 1990، وهو الذي وضع الأسس الصحيحة لاستثمار النفط في حقل (ترول Troll)، ونجح في إنقاذ هذا الحقل من الضياع.
وهل تعرف الحكومة العراقية كبير خبراء النفط، ابن البصرة البار الأستاذ (فاضل علي عثمان البدران)، الذي كان من أنجح مدراء شركة التسويق النفطي في التسعينيات، ويعد من أفضل المتحدثين عن البنى الارتكازية لصناعة النفط في العراق، وكان من أقوى الذين بينوا سلبيات انعدام وجود الخبراء النفطيين، الذين ينبغي أن تناط بهم مهمات البت في المشاريع المرتبطة بالصناعات النفطية أو بالسياسات النفطية. وهو من المطالبين بوجود إستراتيجية نفطية وسياسة نفطية رشيدة تحقق الأهداف المنشودة وتحافظ على المصلحة العليا للعراق، وتخدم شعبنا في حاضره ومستقبله.
وهل تعرف الحكومة العراقية (سعد الله عبد الله فتحي) المصلاوي الولادة البصراوي الهوى، والذي عمل في معظم القطاعات النفطية العراقية، وانتدب للعمل في سكرتارية أوبك في فيينا، وهو الآن يعمل في الخليج العربي بصفة خبير ومستشار لما يتمتع به من خلفية علمية ومهنية وتشغيلية لا يُستهان بها في هذا الاختصاص النادر.
وهل تجاهلت الحكومة العراقية ابن البصرة الأستاذ (جبار علي حسين اللعيبي)، الرجل الذي وقف بوجه العاصفة في أحلك الظروف، فكان من أكفأ اللاعبين في الميادين النفطية، قرأنا وسمعنا عنه الكثير في الصحف الأجنبية والعربية، وتحدث هو عن نفسه بصراحته المعهودة في كتابه الموسوم (تحديات في الزمن الصعب)، لكننا لم نعد نسمع شيئاً عنه وعن انجازاته الجديدة منذ أن غادر مكانه في الإدارة العليا لشركة نفط الجنوب.
حملت مذكرات هذا الرجل سجلا حافلا بالمنجزات الميدانية الرائعة. نذكر منها: تطوير حقل (مجنون) وتحقيق طاقة (100) ألف برميل يوميا, تطوير حقل (غرب القرنة) وتحقيق طاقة (350) ألف برميل يوميا, تطوير حقل (حلفاية) وتحقيق طاقة (30) ألف برميل يوميا, التطوير الإضافي لحقل (اللحيس), وتحقيق طاقة (75) ألف برميل يوميا, تطوير مكمن (العطاء الثالث) في حقل الزبير, وتحقيق طاقة (180) ألف برميل يوميا, تطوير حقل (إرطاوي) وتحقيق طاقة (50) ألف برميل يوميا, تطوير حقل (الطوبة) وتحقيق طاقة (20) ألف برميل يوميا, تطوير مكامن مشارف الرميلة الجنوبية, التطوير الجزئي لمكمن (السجيل الأعلى), وتحقيق طاقة (40) برميل يوميا, التطوير الإضافي لحقل (بن عمر), وتحقيق طاقة (40) ألف برميل يوميا, تطوير حقل الناصرية, وتحقيق طاقة (20) ألف برميل يوميا, تطوير حقل (نور ميسان), وتحقيق طاقة (15) ألف برميل يوميا, بناء المحطات النفطية في الحقول الحدودية, عند (الرطﮜـة), و(صفوان) المحاذية للحدود الكويتية, ومحطات (الفكة)، و(أبو غراب) في ميسان بمحاذاة الحدود الإيرانية, والاهتمام بحقول (الناصرية) وتطويرها.
ألا يصلح هؤلاء لتبوأ منصب وزير النفط في التشكيلة العراقية الحالية ؟. أم أنهم ليسوا على المرام ؟. هذا السؤال نوجهه إلى أصحاب الحل والعقد في البصرة.
وللعتاب بقية