يا أخي .. اسمع مني .. الإنسان الذي يُهتَك يجب أن يتهتّك .. أنت يالذات عليك أن تتهتك، لأن هتكك الذي هُتكت به أخي المواطن لم يأت من أحد بعينه، ولم نتأكد حتى الآن ان الله هو من هتكك، لا نريد أن نظلم أحداً لم تثبت جريرته أو وجوده .. ساعة الجريمة، يعني ان هتكك قُيّد ضد مجهول وانتهى الأمر، وها أنت تذهب خائفاً وتعود مرعوباً، تشم رائحة الموت في ثيابك، رائحة شواء أخوتك الذين احترقوا أمس في الكاظمية أو الذين احترقوا قبل يومين في الكرادة أو الذين سيحترقون غداً بمشيئة هذه القوة التي تهتكك. وأنت في كل ذلك تحمل أخلاقك الحميدة وأدبك الجمّ وتهذيبك ومراعاتك للعرف والقانون كما يحمل أفريقي جوعان ماعونه في صحراء ليس فيها إلا الرمل. ماذا تفعل بالأخلاق ثكلتك أمك؟ شعوب كثيرة مرّ عليها عُشر ما مرّ عليك وجُنتْ، تسودنتْ، أصابتْها السويداء في صميمها فضربت أخلاقها عرض الحائط، هل سمعت بالدادائية يا بعد ضلعي؟ الدادائية ظهرت بعد الحرب العالمية الأولى، وهي حرب محترمة بجيوش نظامية وليست كحربك التي يتقاتل فيها كلاب سنة سود مع كلاب شيعة بيض لتنجلي الغبرة كل يوم عن قتلى آدميين، بينما الكلاب السود والبيض تضحك. لم لا تكون دادائياً مثلاً؟ طيب .. اترك الدادائية والسوريالية فهي صعبة وقد شوهها عبد القادر الجنابي وصحبه، كن فوضوياً، الشعوب التي غطستْ في الخراء المقدس مثلك انتبهتْ بعد فترة ان هذا خراء وانها غاطسة فيه، كرهوا أنفسهم وما هم فيه ورفع أفراد منهم شعار (اقلب عاليها سافلها) فمن غير المعقول أن تدمن شمّ رائحة الخراء عزيزي المواطن لمجرد ان أحداً ما اخبرك بأن هذا الخراء خرج من مؤخرات آبائنا وأجدادنا. حالتك مزرية، من كان مثلك وجب عليه أن يتهتك، أن يغدو عدمياً، جرّب الموبقات، اسكر وانكح من شئت، إذا كنت مصلياً اترك صلاتك، أو كنت ذا يقينٍ شكك به، اترك حزبك لأيام، أدر ظهرك لإلهك، ليست عندي لك وصفة جاهزة لكنْ جرّب أن تغيّر حياتك، هل تعجبك هذه الحياة؟ هل أدمنت وضعك المخزي، افعل شيئاً لا لتنجو لكن على الأقل لتخفف الألم. تهتكْ يا ابن الكلب .. يا عار الإنسانية ، تهتك أيها المهتوك. تفو عليك!
|