الخنازير على اشكالها تتوحد |
ان استمرار الازمة السياسية وتفاقم الصراع بخطوات متصاعدة , دون محطات استراحة اوتوقف , وقد اصبحت تهدد العراق والشعب بشكل حقيقي , اذا استمر غياب العلاج الشافي للعلل والامراض التي تنخر الوطن , وتجعل المواطن يعاني من كوارثها في جميع ميادين الحياة , ان الكتل النيابية تتحمل كامل المسؤولية ما آلت اليه الامور من تأزم وتدهور وانحدار الى الاسوأ , نتيجة تراكم الاخطاء المتعددة والمتنوعة بقصور في الرؤية السياسية الغامضة والمتخبطة , والتنازع على السلطة والنفوذ والمال , مما نتج عنه الفساد المالي والاداري والسياسي , وترك الشعب يسبح في بحر الازمات والمشاكل الخانقة , والاهمال والنسيان والتجاهل لهموم الشعب , دون اسعافه او مساعدته على الظروف القاهرة والصعبة . مما سمح هذا الوضع المهزوز والمتهريء باستغلاله من قبل جهات معادية وحاقدة , ان تدخل على الواجهة المسرح السياسي بحماس وقوة وتطويعه لصالحها , برفع رايات التعصب والتطرف بالطائفية , وشحن الخلافات بهدف تمزيق الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي . . فقد تصاعدت في الفترة الاخيرة جملة استفزازات شاذة ومدانة , ان دخول المرتزقة والمندسين والمأجورين والمتطرفين الى ساحات الاعتصام والتظاهر والتحكم في منصة الخطابة والتوجيه , يعبر عن حقيقة مرة بان فلول البعث وتنظيم القاعدة الاجرامي , في صلب الصدارة والتحكم , وتطويع الاحتجاجات الشعبية لصالحهم والى تحقيق اهدافهم في تخريب الوطن وتفتيت اللحمة الوطنية بالتمزق والانقسام واشعال نار الفتنة الطائفية . ان من المؤسف والمؤلم ان تخرج المظاهرات في المنطقة الغربية عن جادة الصواب , نتيجة غياب القيادة الوطنية المسؤولة والحريصة على مصالح الشعب والوطن , مما حدى بفلول البعث وتنظيم القاعدة الارهابي , ان يستغل هذا الضعف والغياب , بان يصول ويجول ويهدد بالقتل , ويشهر السيوف لذبح ( احنا تنظيم القاعدة , نقطع الرأس ,نقيم الحدود , نسأل الله ان يفك اسرانا , نسأل الله ان نعود ) , ان هذه الحفنة الضالة والشاذة المرتبطين بالجهات الخاريجية المعادية , يرفضون الثوابت الوطنية ومصالح الشعب والوطن , ويتصرفون بشكل استفزازي ومدان في سعيهم الخبيث في اشعال نار الفتنة الطائفية وتخريب ودمار الوطن , لذا على العقلاء والوجهاء والحكماء والشرفاء على مصالح الوطن الحذر من الخراب القادم , بابعاد هذه الزمر الحاقدة والمخربة والمندسة , والذين يحلمون برجوع عقارب الساعة الى الوراء , بطردهم وفضحهم وتعرية اهدافهم واطماعهم , ودراسة المطاليب بمراجعة حكيمة , بحيث تستند الى الدستور والقوانين العراقية وقابلة لتطبيق والتنفيذ , وتهدف الى خدمة اهداف الشعب المشروعة بالحرية والكرامة وتساوي بالحقوق والواجبات جميع المواطنين دون استثناء . وان على الكتل النيابية ان تدرك حجم المخاطر , والحذر من تفاقم المشاكل بين اطرافها السياسية , يجب ان تتصرف بما يملي الضمير والمسؤولية والحرص , وان تلتزم بثقافة الحوار ومفهوم التعايش السلمي بين مختلف مكونات الشعب . ان الازمة السياسية بلغت مديات خطيرة , وتشكل تهديد حقيقي للعملية السياسية برمتها , وباتت انعكاستها السلبية واضحة في الشارع العراقي , لذا يحتم على الاطراف السياسية المتنفذة بلورة رؤية سياسية في عقد اجتماع اجتماع وطني يجمع جميع الفرقاء السياسيين الى طاولة الحوار , ان الحاجة الملحة تتطلب ذلك. |