استيقظ من النوم صباحا فوجد نفسه وزيرا

ليس كلام من أجل الفكاهة وتمضية الوقت بل أنها حقيقة اعلنت على لسان احد الوزراء ليعلم الجميع أن حكومة السيد العبادي جعلته وزيرا لوزارة ما وهو لا يعلم كيف اصبح وزيرا مع العلم والكلام للسيد المستوزر انهم ..اتصلوا به مرة وقالوا رشحت لوزارة الشباب واخرى رشح لوزارة السياحة وأخيرا صار وحسب قوله للبيئة ..
شر البلية مايضحك وزير للبيئة لا يعلم ولا يعرف ماهي البيئة وماذا سيقدم للعراق مثل هذا النموذج للبيئة العراقية الملوثة بكل ماتحمل هذه الكلمة من معنى التلوث وكيف سيتعامل هذا السيد بمثل هذه الظروف وهل الوزارات تعطى هبة لهذا اوذاك الوزيردون الاهتمام بالاختصاص والمهنية خاصة في مثل هكذا وزارات لابد من يستوزر بها ان يكون مختص في هذا المجال ..
فالبئية العراقية تحتاج لبرنامج وزاري ليخرجها من واقعها المؤلم والقاسي العراقيين اليوم يعانون اكثر ما يعانون من هذا الواقع وأكثر الامراض التي يصاب بها الناس اليوم مردها الى التلوثات الاشعاعية والمخلفات الحربية خاصة في مناطق الجنوب اما في مناطق الوسط واضح ان البيئة لا تقل خطوره عن ما موجود في البصرة وميسان وتفشي الظواهر الصحية المؤلمة لدى المواطنين والتشوهات الخلقية في المواليد الجديدة كلها تعزى الى هذا الواقع البيئي التي يعيشه العراق ناهيك عن الترهل في هذه الوزارة الهرمة التي يعشعش فيها موظفين كبار في السن لم يواكبوا التطور والنمو البيئي في العالم وفي الدول المجاورة على الاقل ..
لذالك فأن السيد الوزير الذي تفاجأ بأنه اصبح وزيرا للبيئة لا اعتقد انه سيقدم الشيء الكثير وسيستمر بالدوران بنفس حلقة سابقه المفرغة ليقضي اربع سنوات في هذه الوزارة لينتقل بعد هذه الاربع ليتربع على وزارة اخرى ربما ستكون الدفاع او الداخلية او قل ربما رئاسة الوزراء ولا مفاجئة للمواطن في ذالك لكن ربما ستطال المفاجئة هذا السيد الذي استيقظ صباحا ليجد نفسه وحسب مانقل له احد المواطنين عندما اخبر الوزير بانه شاهده في الحلم وهو يرتدي دشداشة بيضاء وواقف على ربوة عالية يلوح بيده الى الطبيعة الجميلة كما يراها الحلم فيخبره انه سيصبح وزيرا..
مياه ملوثة واراضي اصيبت بالاشعاعات نتيجة الحروب العبثية للقائد الضرورة وأجواء مغبرة نتيجة العواصف الترابية وأعمال ومصانع افتتحت عشوائيا دون سيطرة الوزارة عليها وعلمها بها وهي ترمي بمخلفاتها في الانهار وجرف ممنهج للأراضي الزراعية وأمتداد التصحر ووصوله على ابواب المدن وأفات تحتاج لمن يتعرف عليها وامراض اصابت الاطفال قبل الشيوخ نتيجة للتلوث البيئي ,,ماذا سيقدم لهذه الوزارة وهو لا يعلم بأنه اصبح وزيرا الا يوم التسليم والاستلام ليخرج في مؤتمره الصحفي يعلن انه لاعلم له بهذا المنصب واعلانه هذا كافي بأنه يعلن للملأ انه عند فشله لا يلام لأنه غير عالم بالتنصيب ..
واقول حسبنا الله ونعم الوكيل ..ومن هل المال حمل جمال ,,
اهكذا هو العراق هكذا يختار الوزير وكيف تنتظر من هكذا وزير ان يقدم شيء لوزارته وهو ليس اختصاصا وليس عالما بما هو عليه ,,
انها مظلومية المواطن العراقي المسكين الذي ينتظر من حكومته الكثير ويبدو لي ان المواطن العراقي فهم اللعبة جيدا فأصبح غير مكترث بما يجري في حكومته وبالتالي هو من ادار بظهره عنها عالما ان الوزارة هذه هي الاسوأ من تلك التي مضت ..