الصقلاوية والحرب الكيمياوية

بعد أن استعملت داعش السلاح الكيمياوي في الصقلاوية، وتسبب ذلك في استشهاد أكثر من 300 جندي من جنودنا البواسل، نقف اليوم امام منعطف خطير في الصراع مع هذه العصابات الإجرامية... السؤال الذي يتبادر دائما إلى أذهان العراقيين هو: كيف تجرأت جماعات مسلحة خارجة على القانون على أن تقهر دولة خاضت حروباً واكتسب جيشها خبرة قتالية عالية في التصدي للعدوان في الداخل والخارج؟ أليس من الغريب والمضحك أن يحشد العالم أكثر من ثلاثين دولة بما فيها الدول العظمى لمحاربة هذه الشراذم المتعفنة والزمر القذرة التي تدّعي الإسلام وهو منها براء؟ كيف يُعقل أن تكون هذه الجراثيم البشرية (المصنوعة في مختبرات المخابرات الغربية) قوة يحسب لها كل هذا الحساب؟ من غير المقنع أبداً ما نسمعه من قرع كل هذه الطبول على هذه (الخارجة السوداء) التي انبثقت فجأة في أرض السواد؟ 
فلتخبرنا أمريكا خبراً غير هذا... فلتكشف لنا عن نواياها المبيّتة التي فاحت رائحتها الكريهة في كل مكان... لتتصرف بكرامة ولو مرة واحدة في حياتها وتاريخها... ماذا يراد بالعراق وشعبه بعد صدور الأمر باستعمال السلاح الكيمياوي؟ ماهي الطبخة الجديدة التي أعدتها أمريكا أو اسرائيل في مطابخ الاستكبار والاستعمار؟ كيف نصدّق أن هذه الجماعات ليست مدعومة مباشرة من الغرب بعد انكشاف كل تلك الملفات السرية التي تدين الولايات المتحدة وتجرّمها باعتراف كبار مسؤوليها أنفسهم؟ كيف ساغ لداعش أن تغيّر من تكتيكها القتالي فجأة (فراحت تلعب بورقة السلاح الكيماوي) من دون ضوء أخضر (ليزري) انطلق من بعض زوايا البنتاغون او الموساد؟... هل نغلط في التوقع لو اعتقدنا أن استعمال الكيماوي في الصقلاوية هو رسالة جوابية من داعش إلى المتحالفين ضدها ظاهراً كي تحجم أمريكا وخلفاؤها عن مهاجمتهم؟ أم نغالط أنفسنا لو تصورنا بأن فعل داعش الشنيع في الصقلاوية ما هو إلا رسالة تطمين للمتحالفين معها سراً من اجل الشروع في تنفيذ المرحلة الثانية من مخطط تفتيت العراق وتقاسم ثرواته بين الأخوة الاعداء؟ مهما كان التوقع ومهما بدت المغالطة فالشيء المؤكد أن رسالة داعش لم تصل إلى الولايات المتحدة بالوسائل المتعارفة بل وصلت عبر قوافل أرواح الشهداء الطاهرة الذين قضوا على ارض العراق... رسالة مقروءة سلفاً، ولكن هذا هو تأكيدها.