حان الوقت يا وزير الشباب

لن نهنئك كما جرى التقليد ولن نبعث لك بالزهور كما فعل البعض بل سنضع على طاولتك الأنيقة احلاماً لشباب أرهقهم التجاهل وأشقاهم اليأس وبعثرتهم الارتجالية الخرقاء..

فاتنا الكثير مما فاتنا وحان الوقت أن نعترف بأننا أمة مُعطلة لأن طاقاتها الشبابية قد حُيدت وأبُعدت عن المساهمة في الحياة العامة ،

وحان الوقت لأن نعترف بأن بناء المباني يجب أن لا يسبق بناء العقول وأن لا تهدر الموارد في تجميل الطابوق

على حساب (( تشويه الأدمغة )) ..!!

كما حان الوقت سيدي الوزير أن نميز بين الرياضة والشباب فلا يجب ان يَنصب كل إهتمامكم على الرياضة فما هي الا جزءً من اهتمامات الشباب فالرياضة ليست محددة بفئة ولا حكراً على الشباب بل هي للجميع فهي للطفل والمراهق كما هي للرجال والنساء والشَيبة ونأمل أن لا تعطى للرياضة اكثر من ١٠ في المئة من مقدرات الوزارة فنحن أُمة في طور النمو والتشكيل ولم نصل حد الرفاهية حتى نلعب السكواش والهوكي مع حبي للرياضات جميعها .. نحن أمة يجب ان تعترف بمشاكلها وأن تشخص هذه المشاكل لتعمل على حلها فمشكلتنا هي مع غياب الوعي لا مع غياب المعلقين الرياضيين ومشكلتنا هي مع الفقر وليست مع نقص الملاعب ومشكلتنا هي مع تأهيل البطالة لا مع التأهل الى كأس العالم ومشكلتنا هي مع التَيه الفكري لا مع تيه حراس المرمى كما اعتقد ان البدانة ليست سبب رئيسي من اسباب تأخرنا عن ركب الحضارة حتى ننفق جُل ثرواتنا في الرياضة والترشيق فإن حدثتني عن تطور الرياضة في الدول المتقدمة كأنجلترا والمانيا أُجيبك بأنها عمل القطاع خاص لا دخل للحكومات في تمويلها فهو عمل الشركات الخاصة ورجال الاعمال والمستثمرين والهواة كون الرياضة مسألة للاستمرار في الترفيه لا للاستمرار في الحياة في وقت نقف فيه على اعتاب حرب وجود تهدد استمرارنا بالحياة ..

سيدي الوزير نحن امة يجب ان تتنور من تجارب الآخرين وأن تترجم كل ما ينفعها من مصادر وأبحاث ومناهج تعمل على تنمية الشباب واستغلال طاقاتهم وأن تفتح الباب لكل المساهمات الشبابية الواعدة بالتغيير

فالتغيير هو مطلب جمعي لكل امة تعاني من ازمات وويلات مزمنة حيث بدأت المجتمعات اليوم تتسابق فيما بينها بأتجاه الإستثمار في الشباب بعد ان كانت تعاني من بطئ وركود في خلق مفهوم التنمية الشاملة لندرة التجارب وقلة الخبرات اما الان وبعد ان فرضت العولمة ايقاعها السريع على منظومة تفكير المجتمعات والدول فأننا مطالبين بتطبيق التجارب الناجحة في مجال تنمية الشباب فمعادلتك واضحة وصريحة وهي ان تحافظ على ان ( تساوي نسبة الانفاق على الأستثمار في الشباب مع نسبة مساهمة الشباب في عمليات التنمية في مختلف المجالات) ..

فنحن بأمس الحاجة الى ثورة شاملة على المستويات الفكرية والثقافية والعلمية ففي هذه المرحلة وحده الشاب الذي يمسك كتاباً في يده هو من سيأخذنا الى الضفة الاخرى حيث الحياة المثالية التي نبتغيها وأما الشاب الذي يمسك كرة في يده سيأخذنا الى الكأس لكننا لن نبرح اماكننا حتى لو امتلكنا كل كؤوس الفيفا واللا فيفا ..

عذراً اخوتي الرياضيين فنحن لا نملك الوقت وأخشى ان نفقده لو استمر بنا الحال كما هو الان ..


الشباب هم عنصر القوة في كل المجتمعات والقيمة المضافة في كل معادلة فهم ربان السفينة وثلثي ركابها و هم يشكلون المحور الاساسي في كل قطاعات الحياة الصناعية والزراعية والاقتصادية والعسكرية فإذا ما تم توظيفهم بالشكل الصحيح سرنا بهم الى التكامل والرفاهية والخير واذا عطلنا قدراتهم وأهملنا طاقاتهم ساروا بنا الى حيث الركود والأرهاب والانحلال فالذين يقاتلون الان ضد جيشنا في الموصل والانبار وديالى وتكريت و بغداد هم ثلة من شباب اهملنا استغلالهم وتنميتهم فتلقفتهم داعش في احضانها في وقت كنا مشغولين في متابعة سير انجاز مسبح اولمبي في قرية نائية ..لشباب لم يعد لهم وجود الا في اوهامنا ؟

سيدي الوزير ان لمسنا منك رغبة جادة في التغيير ستجدنا بين يديك قدرة تصنع المستحيل فلا نجاح بدون توافر ثنائية (الرغبة والقدرة) ونحن اليوم نستبشر بكم أملاً للخلاص من واقع مؤلم

فحي على العمل يا سيدي الوزير

لأن الشباب يعقدون العزم على مساندة قيادتكم الجديدة ويضعون سواعدهم فوق ساعديك ليشاركونك في حمل طموحاتهم واحلامهم ومشاريعهم نحو جادة الإنجاز والإبداع والتميز .