تظاهر عشرات الآلاف في المدن العراقية الشيعية ضد عودة القوات الامريكية الى العراق وكالعادة صور البطولات الدونكيشوتية أعلنها قادة التظاهرات وصمت أسماعنا شعاراتهم التي ستسحق الأمريكان وترجعهم بالتوابيت على ايدي ابطال المقاومة ، ولم يمضي سوى يوم واحد حتى حلت كارثة اخرى بجيشنا في الصقلاوية ولم نكد ننسى سبايكر حتى بدأنا نندب قتلانا الجدد ، ولم نسمع اي تصريح ولا اي بطولات برد كيد داعش من قبل الدونكيشوتيين ، ولا ادري اين ذهبت العنتريات الفارغة بقتل الأمريكان وتدمير أساطيلهم البرية والبحرية والجوية ولم تقاتل داعش بنفس الحماس والشعارات في اضعف الإيمان ، ونحن الذين لم نتمكن من تحرير آمرلي الا بشق الأنفس، لقد اعطتنا الصقلاوية درسا افتراضيا ًبليغا ً وكأن أمريكا تقول انتم لم تمكنوا من الحفاظ على شبابكم من عصابات داعش فكفاكم شعارات وخطب رنانه ، نحن نقدم لكم الحماية مقابل مصالحنا بمعنى خذ وهات. يا له من عار على أولئك الذين لا يفقهون سوى الوهم ، ولم يتعلموا من الأخطاء ويلدغون من جحر واحد الف مره ويدعون الإيمان ونقدم الضحايا تلو الضحايا.
لقد كانت الصقلاوية بمثابة رسالة أمريكية للذين لا يفقهون السياسة ، ويعتبرون الدول جمعيات خيرية تقدم خدماتها بالمجان وهي صاغره.والادهى من ذلك انهم يريدون فرض شروطهم على جيوش القوى العظمى وعلى اخوتنا المصريين ( يا بجاحتك).
سينتقدني البعض او قد يتهموني بمحاباة الأمريكان, قولوا علي ما شئتم وانقذوا شبابنا من القتل لكني سأقول لكم وبكل صراحة انتم الفارغون من كل شئ سوى الثوريات البائدة، ولا تمتلكون البدائل ولستم قادرون على مسك زمام الحرب ولستم الا ظاهرة صوتية وصدى للآخر لم تتعلموا ان تكونوا أصواتاً صادحة وشخصيات شاخصة تقولون وتفعلون كما الآخرين ورحم الله المتنبي حين قال:
ودع كل صوتٍ غير صوتي فأنني انا الصادحُ المحكي والآخرُ الصدى
فأنتم صدى الاخر وقد اتقنتم العزف على الطبلة بامتياز، فالصادح المحكي غيركم ، وليست سيوفكم سوى تلك التي صدأت باغمادها لقد كان سرفانتس محقاً حين صوَّر لدونكيشوت طواحين الهواء على انها جيوش جرارة وهو يستطيع مواجهتها لوحده وهو لا يمتلك سوى سيفه الخشبي وحصانه الهزيل, لانه كام يعلم ان الرجل مريض بعقدة تضخيم الذات.
لقد خُدِّعوا كما خُدع دونكيشوت, وأظهرت الصقلاوية هزالهم , حاولوا ان يخدعونا في
سبايكر لكن هذه المرة انكشفت عواراتهم. فاستحوا لو ملكتم من حياء .
|