انقلب آل سعود فجأة, من ممول رئيسي بالمال والمتطرفين, إلى راعِ لمؤتمر محاربة ما كانوا يبنون ويدعمون؛ إن تغير موقفهم فعلاَ, وهو ما يشك فيه كثير من العقلاء والمتابعين للشأن السياسي, فعلينا الحذر كل الحذر, من كل ما يصدر منهم من أفعال ونوايا!
المكان: الكونغرس الأمريكي, التاريخ (17/9/2014), الموضوع جلسة استماع من قبل لجنة القوات المسلحة, في الكونغرس الأمريكي, يطرح فيه احد الأسئلة, لرئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة مارتن ديمبسي: "هل تعرف أي حليف عربي أساسي في المنطقة يتبنى داعش"؟ فقفز فوراَ في المشهد جوابان!
الأول وقد ظهر على وجوه الحاضرين, ( من ضمنهم ديمبسي), حينما طلت ابتسامة صفراء, مع محاولة لإخفائها, ومصحوبة بقهقهةِ داخلية, ولسان حال يقول "نعم نعرف إنها السعودية وقطر وتركيا".
الجواب الثاني, أتى من ديمبسي قائلاَ بالنص, "نعم اعرف حليفا أساسياَ في المنطقة يمول داعش", لكنه لم يفصح عن الاسم, وحينما سئل وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل, عن طبيعة المشاركة السعودية في الخطة؟ قال "انه من ضمن الخطة لكن لن أخوض فيه بجلسة معلنة". مع العلم أنه يوجد من ضمن الأسراب الجوية, التي تضرب داعش هناك طيارين سعوديين.
أميركا تريد أن تدرب ما تسميهم بالمعارضة السورية المعتدلة, التي لا تختلف عن داعش في شيء, سوى أنها تمارس الدعشنة بطريقة سياسية وليست دينية؛ كما يمارسها بعض أعضاء حكومتنا, وهي وجه آخر لداعش, فتدريبهم وتسليحهم يعني ضمنياَ, تدريب وتسليح داعش, وكما هو واضح في صور أبو بكر البغدادي مع السيناتور جون ماكين! لكن القادة الأمريكيين, يعتقدون بأن الوقت لا يسمح, بتدريب عدد كافي ووافي, من المعارضة المعتدلة؛ حسب ادعاءهم.
المستشارين الأمريكيين في العراق من جهة أخرى, يجتمعون الآن مع القوى السنية, الذين هم المادة الخام دائماَ, التي تنتج منها الدواعش, هل لتشكيل مليشيا أخرى كالصحوات ربما؟ وهو ما لم يفعلوا, أو يحاولوا فعله مع المكون الشيعي في العراق أبداَ.
ترى, لماذا لم يفصح ديمبسي عن اسم الدولة, التي تدعم داعش في المنطقة؟ ولماذا لم يناقش تشاك هيغل, دور السعودية في جلسة معلنة؟ وبما أن الوقت لا يسمح بتجهيز قوات برية, من المعارضة السورية, هل سيستخدمون درع الجزيرة مثلاَ, كقوة بديلة جاهزة, وكمحرك بري للقصف الجوي, وهل أبقي على ضعف الجيش العراقي عمداَ, لكي لا يكون اسما برياَ مطروحاَ.
هذا التحالف على ماذا ينوي بعد القضاء على داعش, أو خلال ذلك!