التحالف الوطني كائن مهدد بالانقراض ! |
بعد التغيير الذي حصل عام 2003 وبعد اجراء اول انتخابات برلمانية كتجربة جديدة لهذا الشعب الذي اعتاد على ان يكون الفائز بالانتخابات هو رجل واحد بنسبة 99,9 ولم يكن لهذا الشعب صوت مسموع ولا رأي مطاع بل هو صدى لصوت مركزي موحد يردد نعم نعم للقائد.. خلا بعض الأصوات التي رزحت طويلا تصرخ بحزن والم عميق داخل زنزانات سجون النظام البائد , السجون التي لو قدر لها ان تتكلم لأفزعت العالم بقصص يشيب لها الولدان وتذهل لها كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها ! وترى المستمعون سكارى وما هم بسكارى ولكن القصص شديدة الوقع على النفوس تحفر عميقا في وجدان كل انسان حر عاش تلك الايام وقضى تلك الليالي بحسرة والم وكان دائما ينشد الخلاص من هذا الطاغوت لعل الله يمن على هذا الشعب بخلاص ولو بعد حين بعد ان جرب الخلاص بالثورة والانتفاضة لسنة1991 دون جدوى لان الامبريالية الامريكية وعملائها افشلت هذه الانتفاضة وسمحت لصدام الملعون بالطيران فأجهضها في مهدها وملئ الأرض مقابر جماعية لازالت شاهدة تحكي قصة ظلم الانسان وغطرسته وجبروته من اجل المال والسلطان , بعد كل هذا الكابوس الذي لازم هذا الشعب في قيامه وقعوده وعلى جنبه ! سقط هذا النظام الظالم فكانت هناك بارقة امل تتمثل في حرية اختيار الناس لمن يمثلهم في البرلمان ولحداثة التجربة اعتمدت القائمة المغلقة كخيار يساهم في تمثيل ابناء الشعب فكانت قائمة الشمعة وبعدها بسنوات قائمة 555 وكانت ولادة التحالف الوطني فظنّ الكثير من الشيعة ان هذا التحالف سيكون صوت صادح لكل شيعي مظلوم صرخ طويلا وتعذب كثيرا تحت سياط البعث المجرم دون ان يسمعه احد لا الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن ولا (هيومن رايتس ووتش) المنظمة التي تبحث عن الظلم شرقا وغربا لكنها لم تكن لترى ظلم صدام يوما ! ولد التحالف الوطني الشيعي بعملية قيصرية وبعد ولادته تأمل الشيعة خيرا وتنفسوا الصعداء (يا الله مسكنا الحكم) لعل هذا التحالف يرسم لهم طريق جديد يجعلهم يعيشون كباقي الناس لا سجون ولا قتل ولا إرهاب ولا قلق ولا دمار يعيشون حياة الرفاه والاستقرار النفسي والاجتماعي والاقتصادي الا ان كل ذلك لم يحصل فبمجرد ان لاحت المناصب والكراسي لأعضاء التحالف تهافتوا عليها تاركين كل المبادئ والقيم التي ملئوا اذان الناس بها كان احد أعضاء التحالف يصيح لا يمكن لشخص ان يدخل لثورة الحسين ولم يتوضأ بمبادئه ! وما ان رأى المنصب حتى صرع فنقض ضوءه ! اكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع كما يقول الإمام علي فبات اليوم أعضاء التحالف وباءا و وبالا على الشيعة فهم يتمتعون بخيرات هذا البلد ويوزعونها لأحزابهم ومقربيهم فجعلوا لكل جهة داخل التحالف وزارة يرتع بها الحزب ويسرح ويمرح ! ولكل حزب في التحالف قناة فضائية مهمتها تجميل الصورة القبيحة لهذا الحزب او ذاك حيث تقوم هذه القنوات وبلا ملل او كلل ببث أخبار على مدار الساعة حيث التقى الوزير الفلاني او القائد الفلاني وناقش أهم الأمور التي تخص الحزب ! عفوا الشعب وماذا بعد لا شيء تغير او يتغير بل العكس تماما فنحن نسير قدما في تهميش انفسنا من قبل تحالفنا الوطني الذي يصدق عليه المثل العراقي الشائع (كثرة بلا نفع) اننا بحاجة الى استبدال هذا التحالف المريض بتحالف مهني كفوء متحزب للوطن وليس للشخصيات وانا اعتقد ان هذا حلم يصعب تحقيقة في ظل وجود احزاب تؤصل للفساد وتثبت وجودها عن طريق الاستحواذ على الوزرات وجعلها منابع وثروات تدر عليهم اموالا وسلطانا يجعلهم يتشبثون اكثر في الحكم ويتصارعون عليه . |