تبدو الموصل خالية , من مظاهر داعش .. ولا وجود ظاهري لمقاتلي تنظيم الدولة فيها .. وقادة داعش , من العسكريين المحترفين , الذين شاركوا في حروب ماضية , أتخذوا مواقع حصينة , وأنفاق تقيهم قذائف طائرات التحالف , وصواريخ توما هوك الفتاكة .. حتى أنهم , لا يتصلون مع بعضهم عبر الهواتف الذكية , لانهم يعلمون خطرها .. ويبدو أن التنظيم , قد نقل , خلال الايام الماضية , أغلب أسلحته , التي حصل عليها من الجيش العراقي , في العاشر من حزيران الماضي , الى قواعده في الرقة والحسكة .. ولانه تنظيم مسلح , فهو لا يحتفظ بالارض لفترات طويلة .. حيث تؤكد الاخبار الواردة من الموصل , أن الاكثرية من قادة داعش , قد رحلوا عنها , خلال اليومين الماضيين , مع عوائلهم الى مقرات لهم في دير الزور والرقة .. ولم يبق في مدينة الموصل , ألا عدد قليل من العراقيين المقربين من أبو بكر البغدادي , والذين هم أصلا من الموصل وتكريت , أضافة الى عدد من الانتحاريين والقناصة العرب , الذين يتخذون من منازل المهجريين , مقرات لهم .. الضربات الامريكية على معاقل التنظيم , لا تسبب تأثيرا مباشرا على قوة داعش, من دون تدخل قطعات عسكرية عراقية على الارض .. أضافة الى أن هذه الضربات , قد تسبب في قتل واصابة العديد من الابرياء , ذلك أن أغلب أهداف داعش بالموصل , تتوسط المجمعات السكانية , والمنشأت الحيوية .. واذا ما نجح التحالف الدولي , في ضرب طرق الامدادات والتمويل , لهذا التنظيم , من سوريا الى العراق , وبالعكس , فأن ذلك يعني , أستطاعة القوات العراقية الخاصة في حرب الشوارع , من دخول المدينة , بنفس الوتيرة التي خرجت منها في العاشر من حزيران الماضي .. وقد تواجه القطعات العراقية , خطر الالغام والعبوات التي زرعها داعش على الطرق الرئيسة , وتفخيخ عدد كبير من منازل المواطنين النازحين , لعرقلة تقدم تلك القوات بأتجاه مدينة الموصل .. الفترة التي يقضيها داعش في المدن المغتصبة , تجعله متفوقا وبارعا , في أستخدام موارد تلك المدن .. فهو سيطر على العديد من خزانات النفط , في الموصل وتكريت وديالى , وجبى منها الملايين من الدولارات , من خلال بيعه النفط الى شركات تركية وأردنية , بسعر أقل بكثير من المعلن الرسمي .. كما سيطر على البنوك الحكومية والخاصة , ومكاتب الصيرفة خلال فترة وجوده .. بمعنى أن هذا التنظيم , عرف كيف يستغل الوقت لصالحه , ومن جانب أخر , تمكن , بأيقاع الخسائر في صفوف القوات العراقية .. واذا ما تمكنت القوات العراقية , وبمساعدة طائرات التحالف الدولي , من السيطرة التامة , على مدينة تكريت وضواحيها , فأن مهمة تحرير الموصل , ستكون سهلة , وبأقل الخسائر .. ولان أهلنا في هذه المدينة , قد أذاقوا الامرين , من عجرفة داعش , بعدما عرفوا الغاية والوسيلة ,من هذا التنظيم الخطير.. لا أريد هنا , أن أقلل من قوة تنظيم الدولة .. فهم شر مكان , أينما حلوا .. فقد تجد عشرة مقاتلين مسلحين بالرشاشات والقذائف , يصدون لواءا كاملا بعدته وعتاده .. وهذا ما رأيناه واضحا , في معارك تحرير جامعة تكريت , وفي منطقة الشاخات بجرف الصخر .. وراينا صلفهم وتعجرفهم , عندما هاجموا سجن العدالة في الكاظمية , وقصفه بالهاونات من منطقة التاجي .. أكرر ما قلته سابقا , نحن بحاجة الى قادة عسكر كفؤين , خبرتهم ساحات الوغى .. والى جيش عراقي يكون ولائه للوطن والشعب , وابتعاده عن الطائفية والمذهبية التي أوصلتنا الى هذا المستنقع الخطير .. والله الموفق
|