تتلاحق الأخبار وتتنوع على عدد تنوع القنوات العراقية والعربية والعالمية لتكون أخبار داعش ومسيرة القتال معها هي الأهم بالنسبة للمواطن العراقي. وفي ظل المخاوف المتزايدة والتردي الملحوظ في الوضع الأمني، يتطلع الناس الى أي خبر يبعث الامان والإطمئنان في قلوبهم ويخفف من خوفهم بأن يصحوا يوما ما ليجدوا الدواعش يتجولون في أحياء بغداد. أما فيما يتعلق بالخطط الحربية والأمنية فهذا من اختصاص الجهات العسكرية و الأمنية في الدولة والتي يعرف عنها المتلقي من خلال تصريحات المسؤولين وذوي الاختصاص او الناطقين بإسمهم، ولكن هل يجب أن يعلن عن هذه الخطط، وهل ينطق هؤلاء (الناطقون) بالخبر اليقين؟ في خبر على قناة الحرة، أعلن العميد سعد معن الناطق الاعلامي باسم عمليات بغداد عن عزم اميركا على ضرب الدواعش في مناطق حزام بغداد الاسبوع المقبل؟؟ هل هو تحذير للدواعش كي يتخذوا الاحتياطات اللازمة أم هو تنبيه للاهالي أم ماذا؟ ألا يجب أن تكون مثل هذه الضربات لتنظيم سريع الانتشار وقادر على احكام سيطرته وخططه العسكرية بدقة ومهنية عالية، ألا يجب أن تكون سرا كي تتم مفاجئته؟ مازالت تصريحات الوزير الصحاف، وزير الاعلام في زمن النظام السابق مدعاة للسخرية، فان كان الصحاف مجبرا على التصريح بأن البلد سيكون مقبرة ل(العلوج) بينما يقف الجنود الاميركان على أبواب بغداد، فهل هناك من يجبر العميد معن على التصريح بالخطط العسكرية؟ والعميد معن ليس الوحيد في خانة التصريحات، فقبل يومين ظهر الفريق قاسم عطا ليعلن بكل ثقة عن ارسال قطعات لمساندة الافواج المحاصرة في الصقلاوية، ناحية سجر، وفي اليوم التالي بثت بعض القنوات التلفزيونية والاذاعية خبر فك الحصار عن الجيش المحاصر في تلك المنطقة وتحرير عدد كبير من الضباط والجنود، دون ذكر كلمة عن مجزرة حدثت. ولكن، سكت الجميع عن الكلام المباح ونطق الفيس بوك الذي هبط رحمة ام نقمة على رؤوس الناس حتى صار المصدر الوحيد للغالبية منهم. في تقرير آخر على قناة الحرة، ظهر اثنان من الجنود ممن فر من مجزرة الصقلاوية ليجيبا على تصريح الفريق قاسم عطا، فلا ملك جاء ولا وحي نزل، أي لاتعزيزات وصلت، بل ولا حتى أرزاق للجنود الذين استحالت دماؤهم وأجسادهم الى أرزاق لافواه الدواعش المتعطشة للدم، بل إن أحد الجنود أكد على ان الطائرات كانت تحوم فوقهم دون ان تضرب الدواعش أو تنقذ من فر من الجنود حتى ان بعضهم فقد في الصحراء أو مات جوعا وعطشا. لن نتحدث برومانسية ومثالية عن مبدأ الثقة والشفافية والمصداقية في التصريحات، فهذا أمر مفقود.. مفقود.. في قاموس الاعلام السياسي والعسكري منذ زمن بعيد، ويعزو بعض المسؤولين السياسين والعسكريين ذلك الى ضرورة كتمان الخطط العسكرية وعدم تسريبها للاعلام؟؟ عجيب فعلا هذا التناقض، حتى مبادئ التصريحات متلونة في بلدي الذي احدث زلزالا في أعاجيبه، نضلل جنودنا ونتركهم فريسة سهلة للاعداء بينما نعلن قبل اسبوع عن خطة ضرب الاعداء، وانا اصغي الى تصريح العميد معن، صدمت بانتهاء التصريح قبل إعطاءه إحداثيات الضربات؟؟؟
|